يعنى أحمد "العفشجى" يعمل فصل لصنايعية شامبيلون فالمدرسة تقفله يعنى إية محو أمية مصرى

الإثنين، 20 مايو 2013 09:39 م
يعنى أحمد "العفشجى" يعمل فصل لصنايعية شامبيلون فالمدرسة تقفله يعنى إية محو أمية مصرى أحمد محمد
كتب حسن مجدى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
حمل عدته وعاد إلى الورشة المستقرة فى 33 حارة الشيخ معروف، بشارع شامبليون، ألقاها إلى جوار أدوات الورشة معلنا عن تعطيل حلمه لمحو أمية زملائه الصنايعية، عقب أن استمر عاما كاملا فى فصل جهزه بنفسه فى مدرسة الاتحاد القومى، المجاورة لهم.

عدة أحمد محمد، صنايعى عفشة السيارات الثلاثينى هذه المرة، تكونت من مجموعة من الأقلام والكشاكيل التى مر بها يوميا ولمدة عام كامل عقب انتهاء يوم العمل على أهل شارعه العتيق ليأخذهم بها نحو فصله لمحو الأمية، قبل أن يقرر مديرو المدرسة مثلما يقول، ويوافقه عشرات الصنايعية الذين عاشوا معه حلمه بحياة أفضل، الحصول على حجرتهم المنعزلة لمدرسى المدرسة، وإلزامهم بفصل آخر بين الفصول الصغيرة، مع مواعيد صباحية تأتى أثناء مواعيد عملهم، لتتوقف أحلامه مؤقتا ويعود نحو ورشته منتظرا بداية حلمه من جديد.

بداخل ورشته الصغيرة يقول أحمد بانفعال عن سر بداية حلمه "الصنايعية كلهم متبهدلين ومش لاقيين ياكلوا، وبالشهادة دية ممكن يطلعوا رخصة سواقة، أو يشتغلوا فى أى مكان" يصرخ وهو يعود بالأمر إلى عقب الثورة التى قامت فى ميدان التحرير على بعد أمتار منهم، ومر معها ثمانية عشر يوما عجاف قضوها على أمل أن الفرج قريب، ولكن الأمر لم يتوقف وشارعهم الذى كان يمتلئ بالزبائن أصبح شبه خاو، فقرر الاعتماد على تصريح تعليم الكبار الذى حصل عليه، واتجه نحو هيئة تعليم الكبار باقتراح لاستغلال الحجرة المهجورة فى تعليم الصنايعية وهو ما قابلته موافقة فورية، ليبدأ هو عمليات التنظيف، والإضاءة، وتجهيز عدد من أدوات المكان، ليفتتح الفصل فى شهر يونيو2011، قبل أن يستخدم الثمانين جنيها، والتى كانت مرتبه شهريا، مقابل تعليم ثلاثة عشر صنايعيا التحقوا بالفصل، لإحضار كشاكيل وأقلام لهم.

عقب عام من العمل المتقطع بسبب المظاهرات، رفض أحمد شروط المدرسة، مفضلا إغلاق فصله، ويقول "الفصل إللى أخدناه كان بعيدا عن المدرسة فى وسط الحوش، وهما كانوا عايزين يطلعونا فوق وسط باقى الفصول، وطبعا أى حاجة تتسرق هيكون الصنايعية الغلابة هما إللى سرقوها" ويتابع "الشرط الثانى كان تغيير مواعيد العمل لأربعة العصر بدلا من تسعة بالليل، وده كان شرط تعجيزى لصنايعية شقيانين طول اليوم، وما يقدروش يسيبوا شغلهم".

يكفى أن تمر على صنايعية الشارع لتعرف كيف تغير حياتهم الآن رخصة قيادة أو مهنة صغيرة، تنتشلهم من على أطراف الشارع الذى كان يمتلئ بضجيج الزبائن، يترحمون على فصل أحمد بينما يستعد هو لإقامة فصل جديد بجوار ورشته بعيدا عن "أوامر الحكومة"، يستعد لرحلة جديدة بين مكاتب هيئة تعليم الكبار، ووزارة التربية والتعليم، والحى، والمحافظة ليحصل على تراخيص فصله، يلخص إقدامه على بذل هذا المجهود فى معادلة بسيطة ويقول "القصة بالنسبة ليا أن بدل قعده القهوة، بغير حياة واحد للأحسن".






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة