خبيرة التنمية البشرية رانيا الماريا تكتب عن العلاج بالرقص

الإثنين، 20 مايو 2013 06:01 م
خبيرة التنمية البشرية رانيا الماريا تكتب عن العلاج بالرقص رانيا الماريا

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
وهب الله الإنسان طاقات عظيمة كامنة بداخل النفس البشرية متمثلة فى الطاقات الجسدية والعقلية والروحية وجعلها تتجدد ليستطيع الإنسان أن يحيا ويعمر الأرض فى سلام، فطاقة الإنسان لا تنفذ إلا بنفاذ حياته، وسبل تجديد طاقات الإنسان كثيرة ومتنوعة فمنها الرياضات الذهنية والبدنية والروحية، وقد أثبتت مؤخرا دراسات عديدة أن الرقص من الرياضات التى تجمع بين تجدد نقاوة الروح وصفاء الذهن من خلال اندماج الحركات الجسدية مع المشاعر والأحاسيس التى تنتج من سماع الموسيقى وبالتالى تجدد الطاقة الجسدية والشعور بالسعادة.

ومن هذه الدراسات دراسة الجمعية الأمريكية للعلاج بالرقص التى أثبتت أن «الرقص ينطوى على التعبير المباشر عن النفس، وهو نوع من أنواع العلاج فى المستشفيات ومراكز التأهيل"، كما أكدت الدراسة أنه "أصبح للعلاج بالرقص منهجا علميا يدرس فى عدد من جامعات الدول المتقدمة، وقد تم تقديم العديد من الدراسات العلمية فى أرقى الجامعات عن أثر الرقص فى الارتقاء بالروح مسترجعين بذلك قوته الطقسية فى العبادات القديمة".

فالرقص يعتبر من أسهل النشاطات الرياضية التى لا تحتاج إلى مجهود شاق، والتى يستطيع أى شخص ممارستها دون قيود بمكان محدد أو زمن بعينه أو حتى ملابس خاصة وأجهزة معينة، والرقص يعبر عن ثقافة الشعوب ويعتبر وسيلة للتعرف على مختلف الثقافات العالمية ويوجد الآلاف من أنواع الرقص فكل بلد له رقصته المميزة ويستطيع الإنسان أن يختار ما يناسبه منها.

ومن الناحية الصحية والجسدية يساعد الرقص على الحفاظ على اللياقة البدنية والاحتفاظ بجسم صحى ومثالى، فيزيد القدرة العضلية للجسم ويساعد على تناغم وتوافق الجهاز العصبى عن طريق التوافق العصبى الحركى ما بين الموسيقى والحركات الجسدية فيعد من أسهل وأنفع الرياضات بعد المشى، فعند ممارسة الرقص يقوم القلب بضخ متواصل للأوكسجين داخل الجسم لحرق كميات كبيرة من الدهون، فقد أثبتت الدراسات أن رقص الصالة يحرق 7 سعرات حرارية فى الدقيقة بينما رقص السالسا يحرق 10 سعرات فى الدقيقة، ولذلك لا نجد أى راقص أو راقصة تحتفظ بوزن زائد او جسد غير رشيق.

فكما أن الموسيقى تسمو بالروح إلى درجات النشوة فإن التعبير عن هذا الإحساس بالرقص يسمو بالروح فيتوحد الروح والجسد والعقل ويحلق الإنسان بعيدا عن العالم المحيط به وما به من ضغوط وتوترات إلى عالم أسمى ملىء بالسعادة، فيتخلص العقل من الضغوط والتوترات التى تشوش التفكير عن طريق الطاقة المبذولة فى عملية الرقص ويصفو الذهن لتتجدد الطاقة الروحية والفكرية ويتجدد نشاط الجسد، فتتوحد طاقات الإنسان الثلاثة وتتجدد بممارسة الرقص أو حتى مشاهدته فتتحول الموسيقى إلى طاقة تتخلل العقل والجسد والروح لأن الانغماس فى ممارسة الرقص أو حتى التركيز فى مشاهدة أدائه بتأمل يسبب السعادة وينعش العقل ويجدد طاقة الجسد.

فمن خلال الرقص يستطيع الإنسان أن يجمع بين الاعتناء بصحته الجسدية والنفسية والفكرية والروحية؛ فكما سمعنا مؤخرا على العلاج بالموسيقى عرفنا منذ زمن عن العلاج بالحركة والرقص فمن القدم ونعرف عن الزار واستخداماته المختلفة كعلاج لعديد من المشاكل والأمراض النفسية، ولقد أكد هذا المفهوم الطب والعلوم الحديثة، حيث أكد مؤسس علم النفس الحديث سيجموند فرويد: «أهمية الجسد فى التعبير عن اللاوعى».فيما قال وبرنشتاين «إن العلاج بالرقص فرديا كان أم جماعيا يهدف إلى التكامل الجسمى والعقلى والانفعالى".


كما أكدت دراسات الجمعية الأمريكية للعلاج بالرقص «أنه ليس علاجا نفسيا فحسب، بل وجدوا أن الرقص والموسيقى تساعد فى علاج بعض الأمراض العضوية، التى لا تستجيب للأدوية مثل مرض الزهايمر فيحسن الحالة، ويمنع تدهورها، بخلاف تحسين حالات الأطفال من ذوى الاحتياجات الخاصة، لدرجة أنه أصبح يستخدم كعلاج وقائى قبل حدوث مشاكل صحية وعلاج لمشكلة زيادة الوزن».

وكثير من إرشادات الطب الحديث ينصح بممارسة الرقص للتخفيف على الروح من ضغوطات الحياة عن طريق سحر تناغم الموسيقى مع المشاعر والتعبير عنهم بلغة الحركة والرقص، ليصل الإنسان إلى حالة التسامى الذى تندمج فيه الروح بالجسد من خلال حركات متناسقة واحدة لا تحتاج إلى ترجمة ولكن تعبر عما يشعر به من مشاعر وأحاسيس تتولد عند سماعه أنغام الموسيقى، فيندمج الشعور بالموسيقى حتى يصبح جملة واحدة من الإيقاع والحركة المتناغمة، فالرقص لغة تواصل عالمية لا تحتاج إلى مترجم وينفس بها الإنسان عما بداخله من متاعب وضغوط وتوترات ويجدد بها طاقاته لتصبح علاج نفسى وروحى وتكسب الإنسان طاقات إيجابية وتساعده على التخلص من الطاقات السلبية فكل ما علينا أن نترك أنفسنا للحوار الخاص ما بين الموسيقى والروح والعقل والجسد لنحيا بمزيد من السلام والتناغم مع الحياة.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة