من ميدان باب الفتوح انطلقت أمس حملة "بلدنا هنحكى عنها" لمحاولة إظهار وجه مصر الحضارى فى ظل انتشار أعمال العنف التى تشهدها القاهرة وعدد من المحافظات خلال الفترة الأخيرة والتى تحمل مجموعة من طلبة الجامعات وخريجى الجامعات والمرشدين السياحيين تحت رعاية هيئة تنشيط السياحة ومركز الدراسات البردية والنقوش بجامعة عين شمس.
إلا أنه فى الوقت الذى ينادى فيه أعضاء الحملة بكشف النقاب عن الوجه الجمالى لمصر تجد البعض الآخر يتعاطون المواد المخدرة مثل البانجو والحشيش وهو ما أثار استياء المشاركين فى الحملة.
ولاقت الحملة ترحابا كبيرا من قبل المواطنين الذين أكدوا دعمهم لكل ما من شأنه الإعلاء من شأن مصر، خاصة فى ظل الأزمات الراهنة التى تمر بها سواء كانت سياسية أو اقتصادية مما أثر بالسلب على مزاج الشعب المصرى.
وانطلقت الحملة بداية من باب الفتوح مروراً بمسجد الحاكم بأمر الله "الأنور" انتهاءً بشارع المعز حيث تم شرح تاريخ المنطقة، والتى تم وصفها بالقاهرة الفاطمية حيث نسبت إلى بدايات البناء بتلك المنطقة والتى ترجع إلى العصر الفاطمى وسمى الشارع نسبة إلى المعز لدين الله الفاطمى الذى أمر جوهر الصقلى بإنشاء الأزهر الشريف، ويضم الشارع مسجدين أحدهما المسجد الأقمر ومسجد الحاكم بأمر الله والذى يسمى "الأنور" وهو الحاكم بأمر الله والذى كان مثيراً للجدل حتى قيل بأنه ادعى الألهية.
ثم توالت الأزمنة على تلك المنطقة وكان النصيب الأكبر للعمارة المملوكية وكان يحكى أن المقريزى يسكن بالجمالية ببيت القاضى ثم جاء العصر العثمانى وكان النصيب الأكبر للأسبلة مثل سبيل محمد على والذى تمت إقامته كصدقة جارية على ابنه إسماعيل باشا والذى يضم متحفا للنسيج.
ومن أشهر الآثار التى تضمها المنطقة قبة الصالح نجم الدين أيوب، وبقايا المدرسة الكاملية والتى كانت تدرس الفقه الشافعى، حيث كان هو المذهب الشائع خلال تلك الفترة فحين جاء صلاح الأيوبى إلى مصر قضى على الفاطميين ودرس المذهب الشافعى وكذلك من الأسبلة التى تضمها المنطقة سبيل عبد الرحمن كتخدا.
وعقب الانتهاء من شرح تاريخ المنطقة تم تنظيم احتفالية ببيت السحيمى بمشاركة عدد من الفرق الشبابية ومجموعة من السوريات، والذين تطوعوا لذلك وتم خلالها عزف العود وموسيقى الراب.
ويؤكد ممدوح فاروق، مفتش آثار، مؤسس الحملة، أن فكرة تنظيم تلك الحملة خطرت له من عامين ماضيين بعد الثورة، ثم تم البدء فى التفكير فى تغيير شكل مصر من الناحية الأثرية والسياحة واكتساب سلوك حضارى جديد.
ويشير إلى أنه تم طرح تلك الفكرة وبدء العمل بها، إلا أنها توقفت نتيجة الأوضاع السياسية التى كانت تمر بها مصر ثم تجددت فى دعوة داخل منطقة أهرامات الجيزة خلال المبادرة التى طرحتها مجموعة من الشباب كمحاولة منهم للترويج السياحى لمصر تحت مسمى "تيجى تزور مصر".
ويؤكد أن الهدف من تلك الحملة هو الترويج السياحى لمصر، خاصة شارع المعز والذى يعد جزءا مهما من التاريخ المصرى حيث يشمل العديد من المناطق الأثرية ما بين مساجد وأسبلة ومدارس.
وتقول سماح عبد المولى، المنسق الإعلامى للحملة، إن فكرة الحملة جاءت كمحاولة لتنشيط السياحة الداخلية فى الوقت الراهن التى تمر به مصر، ومحاولة طرح الثقة فى الشباب والتأكيد على قدرتهم فى تحمل المسئولية والمساهمة ولو بالنذر اليسير فى النهوض بمصر وإظهار وجهها الحضارى.
وتروى سارة ميمى عبد الرؤوف المسئول الإعلامى والإدارى للحملة، قصة انضمامها للحملة "حيث جاءت أثناء مشاركتى فى إحدى الحملات لتنشيط السياحة والتى تم تنظيمها فى شهر مارس الماضى تحت سفح الهرم، فأعجبت كثيراً بفكرة الترويج للسياحة الداخلية وهو ما نملكه فى الوقت الراهن أما السياحة الخارجية فأصبحت أمرا صعبا نظراً للأوضاع السياسية التى تمر بها مصر".
وتقول إنه عند طرح الفكرة عليها استجابت لها دون أى تردد، "وبدأنا التفكير فى كيفية تشكيل فريق قادر على الترويج للحملة بشكل جيد وحتى يكون لها مردود واسع لتحقيق هدفنا فى تنشيط السياحة وإنعاش الاقتصاد القومى".
وتؤكد أنه جار فى الوقت الحالى الإعداد لحملات أخرى تهدف لتنشيط السياحة الداخلية والخارجية خلال الأجازة الصيفية ومحاولة جذب طلبة الجامعات للمشاركة فى الترويج لبلدهم.
"بلدنا هنحكى عنها"..حملة تنطلق من باب الفتوح للترويج للسياحة الداخلية
الإثنين، 20 مايو 2013 02:11 م
شباب بلدنا هنحكي عنها أثناء الحملة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة