"أحمد صلاح" هو صاحب فكرة "كافتيريا المزيكا" التى حاول من خلالها جمع الفرق الشبابية وأصحاب الأصوات الحرة للتجمع فى مكان واحد، لن يفرض عليك "منيمم إتشارج"، ولن يسألك أصحابه عما تفضل أن تشرب، فلوحة "المشاريب" المستقرة على أحد الجدران تعلن عن أسعار لا تتجاوز الخمسة جنيهات، أما التفاصيل الصغيرة للمكان فتدفعك إلى الامتزاج مع الطابع الفنى الذى يجذبك إلى إخراج ما بداخلك من إبداع بدون مقابل.
فكرة "ميوزيك كافيه" هدفها مزج الإبداعات فى مكان واحد يجمع كل اللى نفسه يغنى أو يلعب مزيكا بحرية من غير قيود، هكذا بدأ "أحمد صلاح" مؤسس فرقة "مقام" الفنية وصاحب فكرة "ميوزيك كافيه" حديثه لـ"ليوم السابع" عن الساحة الفنية الجديدة التى افتتحها للإبداع فقط، ويقول "صلاح": هدفى الأول كان الابتعاد عن تمركز الساحات الفنية فى مكان واحد، هو وسط البلد المزدحمة بأماكن ثقافية، وفتح ساحة جديدة ترحب بالإبداعات الموسيقية الجديدة التى تطاردها الانتقادات، ونادراً ما تسمح لها الظروف بالظهور أو التجمع فى مكان واحد، وهو ما شجعنى على افتتاح مكان يجمع هذه الطاقات الفنية ويسمح لها بالإبداع بعيداً عن الهجوم، وبدون فرض مقابل مادى، فالمكان لا يفرض سوى فرصة الإبداع.
لم تكن فكرة "كافيه المزيكا" هى المحاولة الأولى التى حاول من خلالها "أحمد صلاح" تغيير ثقافة المزيكا فى الشارع المصرى بجمع "فرق الأندر جرواند"، وهى الفرق التى حاول تجميعها فى حركة بعنوان "صوت البلد" التى حاولت الاحتكاك بالشارع والنزول بالمزيكا إلى الحدائق العامة بعد الثورة بعدة أشهر، لتغيير ثقافة الفن الهابط فى الشارع، وهى الحركة التى انتهت بعد عدة حفلات فى الشارع بأمر من "رؤساء الأحياء" الذين أغلقوا الحدائق فى وجه آلاتهم الموسيقية، ورفضوا السماح لفن الشارع بالوصول إلى الشارع، وهو السبب الرئيسى الذى دفع "صلاح" لإنشاء "كافتيريا المزيكا".
ويقول: فن "الأندر جرواند" يعانى الآن من هجوم شديد من التيارات الدينية التى تحاول طمس كل ما هو فنى بعبارت "المزيكا حرام"، وكل ما نحاول تقديمه هو موسيقى تعبر عن ثقافتنا المصرية، وتختلف عن الفن الهابط الذى انتشر مؤخراً تحت مسمى "الفن الشعبى" الذى لا يمت لثقافتنا الشعبية بصلة.
"هدفى نشر فكرة المزيكا وجمع كل اللى بيلعبوا مزيكا، عشان نخرج فن مصرى بتاعنا"، هكذا ينهى "صلاح" حديثه لـ"ليوم السابع" عن "كافتيريا المزيكا"، التى تنتظر من يرغب فى الإبداع، سواء فى الموسيقى أو الشعر أو التمثيل أو الغناء، تفتح مجالاً لنوع جديد من فن الشباب، الذى يحاول شق طريقه بعيداً عن أغانى الحب و"النحنحة" كما وصفه "صلاح"، ويغنى لمصر والثورة والحرية "والعيشة واللى عايشنها" بدون قيود، المكان مفتوح ليك ولفنك وكل اللى عليك "تغنى".


