حنان شومان

حكايات من حياتنا حنان شومان تكتب: حفلة طلاق على ورقة جواز

الخميس، 02 مايو 2013 07:06 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا ترتاب فى أى تفصيلة من هذه الحكاية من حكايات من حياتنا فكل ما فيها من أحداث حقيقية، وكل من فيها من شخصيات هم بشر، فقط هم مختلفون كما نحن جميعاً، وكسنة الله فى خلقه فبطلة حكايتنا اليوم هى التى سنشير لها بحرف "صاد" أما حكايتها فتشبه بعض من حكايات ألف ليلة وليلة بما فيها من مغامرات وطمع وحب وفراق وصراع.

هى امرأة جميلة تشبه صورتها صور ممثلات المسلسلات التركية الجميلات، حيث إن بعضهن لا يتمتعن بجمال عيونها الخضراء اللتين فى لون العشب وشعرها الذهبى وملامحها، سبحان من صور، والأهم أنها كما يقولون سيما وقيمة ووظيفة ميرى ولكن كل ذلك لم يمنع المكتوب والبخت القليل أو ربما الكثير حسب تقييمك أنت لمعنى البخت والنصيب.

جزء من حكاية "صاد" مرتبط بما حدث قبل ولادتها وما كان، فقد كان الأب ابن لفلاح فقير وأسرة أفقر، ولكن عبد الناصر ونظامه لم يحرم فقيراً من العلم وخاصة لو كان نابهاً ولهذا استطاع الأب رغم فقر عائلته أن يتعلم ويلتحق بكلية الطب ليصبح واحدا من أشهر الأطباء فى مجاله يشار إليه بالبنان والتفرد، والشهرة عادة ما تأتى بالمال والأهم تأتى بالعروسة بنت الناس الأغنى من أسرته طبعاً، وكالأفلام تنقل الزوجة الشيك بنت الناس زوجها لطبقة أخرى وتقطع أواصر علاقاته بأهله الذين لم يعودوا يليقون بالطبيب المشهور وتمنحه البنت والولد "صاد" وأخيها الأصغر، وهكذا تولد "صاد" لأسرة تبدو فى مظهرها أرستقراطية، ولكن بداخلها جرح أب عاق لأهله لأنهم فقراء.

وربما سيكون هذا الجرح هو ذاته الذى يفسر أغلب تفاصيل الحكاية وتلتحق "صاد" بأحسن المدارس، ثم تتخرج لتلتحق بكلية الطب، فالتوريث للحق ليس من ابتكار مبارك الشخص ولكنه ابتكار شعبى ونخبوى لعصره تجلى أقوى ما تجلى فى شخص مبارك وابنه جمال، فكما ورثت "صاد" الكلية عن أبيها ورثت أيضاً المهنة والأستاذية مرة بالشطارة ولكن أغلبها بالواسطة، فبنت الأستاذ لازم تطلع أستاذة، وهكذا تخرجت "صاد" معيدة بكلية الطب، ولم يكن ينقصها إلا ابن الحلال وابن الحلال لازم يكون غنى بل غنى جداً حسب تقييم الأم والأب فيزوجونها لابن طبيب آخر فى ذات شهرة الأب وثرائه فى صفقة أو كما قيل زواج السحاب ولم تكن صاد تحب الفتى ولكن ثروته كما علمتها أمها أهم من الحب.

وكما يقول المثل طمعنجى بناله بيت فلسنجى سكن له فيه، فقد كان والد الزوج رغم ثرائه الفاحش رجلا شديد البخل والعريس ثروته من أبيه، ومطالب العروس لا تنتهى هكذا علمتها أمها، فما بين بخل الأب وطلبات الزوجة التى كان يحبها بالفعل انجرف العريس إلى عالم الجريمة وتزوير النقود فهى أسرع وسائل الثراء وهكذا أثرى الزوج بشكل مؤقت بعيداً عن بخل الأب وتلبية لطلبات الزوجة الحسناء، ولكن من قال إن الجرائم تستمر مهما طال أمدها خاصة حين يكون مرتكبوها من غير المحترفين.

ففى فضيحة من العيار الثقيل يتم القبض على الزوج الشهير ابن المشاهير الأغنياء فى جريمة محكمة للتزوير ويحكم عليه بحكم قاس.

وتعود "صاد" إلى حضن الأب والأم بطفل وطفلة وتطلب الطلاق الذى تحصل عليه بسهولة وسريعاً ما تنفض عن نفسها غبار الفضيحة وتعود أكثر إشراقاً للمجتمع المخملى تنهل من سهراته ومن نميمته باحثة عن الحب ولكن بمعاييرها، الحب الذى يملأ جيبه الذهب فتلتقى برجل تبدو مواصفاته مناسبة فهو واحد ممن يقولون عنهم رجال أعمال يشبهون رجال أعمال السيما وتتزوجه.

ولكن لأن الجيب فى علم الغيب فقد صادفت الزوج الجديد بعض عثرات السوق بعد شهور قليلة من الزواج مما سبب مشاكل أدت للطلاق، وكما عادت فى المرة الأولى عادت لبيت أهلها فى المرة الثانية وفى كل مرة كانت الأم تربت على كتفها وتقول ولا يهمك بكرة تتجوزى سيد سيده فبدت مثل الأم فى فيلم المرايا بطولة نجلاء فتحى مع بعض الاختلاف المناسب للزمن ففى كل مرة يتم طلاقها تقيم لها الأم حفلا كبيرا حتى لا تشعر بالضيق أو تتصور سيدات المجتمع الحاسدات أن "صاد" انكسرت.
ثم كان الزواج الثالث من طبيب شهير صاحب بيت وعيال ولكن هذا لم يمنعهما من وصل خيوط الحب كما يفهماه فسيدة جميلة ثرية فى مركز مرموق بالتأكيد لن تسبب للرجل مشاكل، فهكذا نظر العريس الثالث للأمر، أما هى فقد نظرت للأمر كما نظرت لكل رجل مر فى حياتها جيب متسع ملىء وأشياء أخرى، ولكن كالعادة فبعد الزواج تتكشف أغراض الطرفين بوضوح وفى حالتهما تقاطعت المصالح فحدث الطلاق الذى أعقبه الحفل الكبير كالعادة، ثم عاد الزوج الثانى أو الطليق إلى المشهد بعد أن استرد أمواله بعد أن سوى أموره مع البنوك بفضل شراكة مع أحد الحيتان السياسية الكبيرة، فمصر فسادها كان سرطانياً لو عرفت من أين تؤكل الكتف فستجد ألف يد تمتد إليك، فعادت "صاد" إلى الزوج الثانى وإن لم يستمر الزواج طويلا لأنها كما أعلنت زهقت من غيرته عليها.
وكثرت حفلات طلاقها وزواجها فلم أعد مهتمة بالعدد ومازالت الأم تقابلها كل مرة تعود لها بنفس العبارة ولا يهمك حتتجوزى سيد سيده، ولكن صاد تعبت من البحث عن سيد سيده كما قالت لى، فحين التقيتها بعد الثورة بشهور كانت تحضر أوراق السفر فقد قررت أن تسافر فى رحلة كما قالت طويلة تبحث فيها عن نفسها التى تاهت منها فى رحلة الحياة مع الجيوب والمال، وأنهت كلماتها لى بصوت خفيض وكأنها تحدث نفسها" كل الأغنياء طفشوا من مصر بعد الثورة؟!".

منذ أيام أتتنى دعوة على الموبايل تقول "صاد" تدعوكى لحفل زواجها من اسم رجل واضح أنه أجنبى....ما فيش فايدة! وكأن المال الذى قطع جذور الأب من عائلته كان ذاته الحبل الذى التف على رقاب نسله لا يجعلهم يشبعون أو يرتون.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة