أيمن أبو زيد يكتب: بين الاقتصاد والاحتفال بعيد العمال

الخميس، 02 مايو 2013 10:48 ص
أيمن أبو زيد يكتب: بين الاقتصاد والاحتفال بعيد العمال صورة أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
"ولدى الصغير عندما تكبر وتصبح شابا، وتحقق أمنية عمرى ستعرف لماذا أموت.. ليس عندى ما أقوله لك أكثر من أننى برئ.. وأموت من أجل قضية شريفة، ولهذا لا أخاف الموت، وعندما تكبر ستفخر بأبيك، وتحكى قصته لأصدقائك"

هذا الخطاب كتبه "أوجست سبايز" لابنه الصغير جيم، أوجست العامل الذى حكم عليه بالإعدام هو وسبعة من العمال، والقصة تبدأ عندما حاول أوجست، هو وأصدقاء له من العمال، الإضراب والمطالبة بتحديد ساعات العمل إلى 8 ساعات، والمطالبة براحة للعمال، وبدأ الإضراب يوم 1 مايو بشكل سلمى، وفى اليوم الرابع تفجرت قنبلة وراح ضحيتها الكثير من الناس، إلا أن الشرطة اتهمت العمال بأنهم من دبروا لهذا الأمر وحكم عليهم بالإعدام، ومن ضمن من حكم عليهم بالإعدام كان أوجست العامل.

ومرت السنوات، وبعد 11 عاما كان مدير البوليس خرج على المعاش ودخل فى مرض الموت، وتحرك ضميره واعترف قائلا أن البوليس هو الفاعل الحقيقى لتفجير القنبلة، وهو الذى لفق التهمة والانفجار للعمال، وهذا الاعتراف حرك مشاعر الكثيرين وهز أمريكا بأكملها، وحرك قلوب العمال فى أنحاء العالم بأكمله، ومن هنا تقرر اعتبار أول مايو عيدا للعمال فى الولايات المتحدة الأمريكية، أما جيم فقام بنشر خطاب أبيه فخرا واعتزازا ببراءته.

وإن كانت معظم الدول تحتفل بيوم للعمال فيجب على الجميع فى مصر سواء عاملين أو غير ذلك سواء أكانوا حكومة أو معارضة التعاون لحل الأزمة الاقتصادية التى تمر بها مصر، بعيدا عن الصراعات السياسية، وأننا بصدد الدخول فى دوامة مفرغة فى الاقتصاد بسبب الوضع السياسى المضطرب والاحتجاجات المتكررة فى الشوارع والانقسامات التى تجعل المستثمر يفر هاربا بماله، خوفا من الفشل المتوقع فى ظروف غير ملائمة، وأننا ننظر إلى الدول التى كانت تحت خط الفقر ثم أصبحت من الدول المتقدمة والمستهدفة فى المشاريع، وأشير هنا إلى التجربة البرازيلية التى خفضت نسبة المواطنين الذين يعيشون فى الفقر من 40% إلى 25%، وذلك فى مدة 4 سنوات فقط بين عام 2004 حتى 2008، وتعتبر هذه النسبة قياسية أدت إلى سد الفجوة والتحول الاقتصادى وتخفيض نسبة الفقر.

نحتاج مزيدا من المنتمين لمصر دون النظر إلى أى فصيل ينتمون، نحتاج ألا نقسم مصر أجزاء ونتكلم بلغة شديدة اللهجة لمن نختلف معهم فى الرأى، نحتاج أن نبتعد قليلا عن الصراعات السياسية ونقرب المسافات بيننا، وأذكر أن أيام الثورة كنا ننادى بإيد واحدة"، ثم ابتعدنا واختلفت الآراء.

مصر الآن تحتاج إلى ضم النخب جنبا إلى جنب، والاستفادة منهم فى جميع المجالات، بعيدا عن الانتماءات السياسية لأنه يدق الباب ناقوس الخطر والعمل الجماعى هو الحل للأزمة.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة