نظرت طويلاً للرقم الذى دونتها دون اكتراث قبل أن توقع على مضض، غمست أصبعها فى الحبر وطبعته على الوصل متجاهلة دقات قلبها الذى حدثها بكارثة وشيكة لم تستغرق أسابيع من تاريخ توقيعها على وصل الأمانة الذى أوقفها خلف قضبان "الحاجة"، 6000 جنيه هى مديونية "صابرين" التى ألقت بنفسها فى السجن لتزويج واحدة من بناتها السبع، لم تكن تتوقع أن تمتد لنجدتها أيادى المساعدة وتتحول حكايتها إلى واحدة من حكايات أخرى سجلتها "هبة" بين الحالات التى غير حياتها مشروع "حالة واحدة" الذى افتتحته "هبة حسنى" كبوابة للخير بفكرة بسيطة تحولت إلى مشروع إنقاذ لمن تشابهت ظروفهم مع "صابرين" وغيرها من الحالات التى توقفت بهم الحياة فى انتظار نجدة.
"عشان الخير يبقى أسهل" هى الجملة التى بدأت بها "هبة حسنى" مشروع "حالة واحدة" بعد أن نظرت حولها لمن هم فى مثل ظروف "صابرين" من الغارمين، والأرامل ممن توقف بهم الحال عند موت الزوج أو عجزه عن العمل، وغيرهم من الحالات المرضية أو من هم فى حاجة لمصدر دخل بسيطة يعينهم على الحياة، ولم تكن "هبة" تتوقع أن تحقق الفكرة التى أطلقتها من خلال موقع إليكترونى، نجاحاً فى فترة قصيرة غير خلالها المشروع حياة الكثيرين ممن ساعدهم المشروع.
وعن الفكرة التى أنقذت بها "هبة" حياة "صابرين" وغيرها تقول: "المشروع بدأ بفكرة فتح باب للتواصل مع الآخرين وعرض الحالات عليهم من خلال موقع إلكترونى للخير فقط، نقوم من خلاله بعرض الحالات المحتاجة بالتفصيل وترك الحكم للمشتركين فى مساعدة الحالات، ولم أكن أتوقع نجاح الفكرة سوى بعد نجاحنا فى جمع 7 آلاف جنيه خلال ساعتين لحالة "أم عبد الله" التى وصلت مديونياتها لـ15 ألف جنيه، وهو ما زادنى إيماناً أن "الدنيا لسه بخير"، وكانت هى انطلاقة المشروع فى استقبال حالات أخرى.
تكمل "هبة": "عملنا يتركز فى التواصل مع الجمعيات الخيرية المشهرة التى تعمل فى مناطق فقيرة، وهى الجمعيات التى تصاعدنا فى الوصول للحالات المحتاجة بالفعل، ونحاول دائماً التركيز على الأقاليم والقرى النائية التى لا يصلها أى مساعدات، وهدف المشروع هو النجدة العاجلة لمن يحتاجها".
"كشك صغير، مشروع للحياة، أدوية وتكاليف علاج، سد مديونيات" وغيرها من المساعدات التى قدمتها الفكرة البسيطة التى برهنت بها "هبة" أن الخير لا يحتاج للكثير من الجهد، عاشت طوال حياتها بين جدران العمل التطوعى والجمعيات الخيرية الكبرى التى رأت أنها لا تتناسب مع معدل الفقر الضخم الذى تعانى منه محافظات وقرى مصر، لم تكثر من الحديث قبل أن تنفذ فكرتها بجهود ذاتية، ولا يضاهى سعادتها الشعور بإنقاذ أحدى الحالات التى يعمل معها مشروعها الصغير على حدة "واحدة واحدة".
"إحساس ما يتوصفش لما تحس إنك فكيت كرب حد كان فعلا محتاج" بابتسامة تنهى "هبة" حديثها عن المشروع الذى لن يتوقف عن مساعدة من يحتاج حالة تلو الأخرى، هدفها هو الوصول لكل محتاج وإقناع الجميع أن المشاركة فى الخير قد تصنع ما لا تقدر عليه اليد الواحدة التى رأت "هبه" أنها غير كافية، و"كلنا مع بعض نقدر نعمل حاجة".
سابت "اليأس" واشتغلت واحدة واحدة..
"حالة واحدة" بوابة "هبة" فاتحة على "الخير"..عشان كلنا مع بعض هنعمل حاجة
الثلاثاء، 14 مايو 2013 07:10 م
هبة حسنى
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة