بين حركات أصابعه السريعة تلألأت دائرة سلوك غير شكلها بمهارة حركات الساحر فوق أخشاب السيرك، يضغطها بخفة فتتكون الشمس وحركة الكواكب من حولها، ثم يفردها فى ثانيه لتصبح حامل أكواب، يلاحظه الشباب فى منتصف ساقية عبد المنعم الصاوى الثقافية فيتجمعون حوله بينما تمر يديه فوق دائرة السلوك بمهارة فتصبح زهرة لوتس، ثم ساعة رملية، تتغير عشرات الأشكال فى حركات استعراضيه حتى يأتى صوت يسأل عن مغذى عرضه المستمر، فيجيبه أن السلوك أهم كثيراً مما نظن، يشير للطاولة بلهجة واثقة تؤكد أن هنا أهم معارض السلوك التى يمكن أن تشاهدها، وأن كل قطعه هنا مبنية على أسس من الطاقة والعلوم الفيزيائية يكفى أن تبدأ فى التعامل معها لدقائق حتى تقع فى عشقها، وترغب فى اقتنائها.
طارق سليم صاحب الثلاثين عاماً هو صاحب هذه الطاولة التى استقرت بساقية عبد المنعم الصاوى، لتقدم نوعاً غريباً من عروض "السلك"، أو كما يصف نفسه صاحب شنطة السلوك التى تجوب العالم، تعلقه بالسلوك يعود لوقت كان عمره 8 سنوات، شب بعدها ودخل كلية الحقوق على أمل أن يتخرج ليعمل فى القانون، ولكن حين تخرج مثلما يتذكر وجد البلاد بلا قانون، ليقف بين أن يترك نفسه ليضربه سلك البطالة ووقف الحال، أو أن يكمل هوايته ليضرب هو السلوك ويطوعها محارباً البطالة بأشكال يمكنك أن تستخدمها فى خدمات مثل حامل كوب مياه، أو كساند للأوراق مثلاً، أو فى أشكالها الفلسفية التى تتغيّر إليها بطريقة سلسة كقطع للزينة.
سليم شخصياً لا يعرف سبباً لانجذابه نحو السلوك، فقط يذكر أنه تعلق بها منذ طفولته، وتطور معه الأمر حين قرر القراءة فى علوم الهندسة، والطاقة، والفيزياء، وما وراء الطبيعة، لتتطور معها علاقته بالسلوك ويبدأ فى صناعة تكوينات سلكية لها معانٍ متعددة، يرفع الدائرة التى توقف قليلاً عن تشكيلها ليشرح قائلا "دى مثلاً بتتحول لتسعين شكل، وكل حاجة فيها متكونة من رقم سبعة، اللى بيعتبر من أهم الأرقام فى الكون، وبداخلها هتلاقى سبع أهرامات، وسبع عقد، وسبع دوائر، ودى كلها حاجات بتدعم طاقة المكان اللى بتوضع فيه بشكل كبير، وممكن تقيس على كده باقى المنتجات".
سليم يزعم أنه بإمكانه صناعة أثاث شقة كامل من السلوك التى يتم لمها فى شنطة بلاستيكية وفردها فى أى مكان، أو بناء عواميد وحوامل ضخمه ترفع أوزان ثقيلة بسلوك خفيفة الوزن، وسهله التحرك تعتمد على نظريات الميل بشكل معقد ويقول: "فى أفكار كتير جداً وحاجات نفذتها وشاركت بيها فى معارض ضخمة فى كثير من بلاد أوروبا اللى بلاقى فيها اهتمام أكبر بالأفكار الجديدة، والحاجات المختلفة".
الشاب الذى ينحصر بين دائرة الفن الاستعراضى فى طريقته للتقديم، والصناعات اليدوية فى معروضاته المتنوعة يحلم فقط بطاولة بسعر مناسب فى أى من المواقع التى يتجمع بها الشباب، يقول "عشان تاخد طرابيزة صغيره فى "درب 1718" مثلاً بتكون بحوالى 300 جنيه فى اليوم، وده طبعا سعر غالي، ومعظم الأماكن بتكون قريبة من السعر ده، وهو طبعاً سعر بيكون كبير على أى شاب بيقدم فكرة أو منتج جديد".
طارق خريج "الحقوق": لأن البلد مافيهاش قانون ضربت السلك بدل مايضربنى
الأحد، 12 مايو 2013 12:25 م
طارق سليم مقدم عروض السلك