وبالفعل بدأت أولى فعاليات "من حارة لحارة" الذى يتضمن معرض كتاب شعبى، يتخلله عزف موسيقى و غناء و إلقاء شعر، وبذلك حققت الروائية والقاصة "سعاد سليمان" حلمها، بعد أن قررت الاعتماد على نفسها، بعيدًا عن وزارة الثقافة، التى تقدمت إليها فى عهد "فاروق حسنى"، باقتراح لمشروع "يوم لتبادل الكتب" وبيعها بسعر رمزى، أيًا كان سعر الكتاب، من خلال معرض فى كل حارة فى مصر، ولكن الوزارة تلقت الاقتراح بـ"ودن من طين وودن من عجين" كما قالت.
وأضافت سعاد سليمان لـ"اليوم السابع": "اعتمدت على نفسى وقررت أن استغنى عن بعض الكتب من مكتبتى الخاصة، إضافة إلى تبرعات الأصدقاء، ثم طلبت من ابنى، الطالب فى معهد الموسيقى العربية، أن يأتى ليعزف بالكمان، واخترت تمثال طلعت حرب "الراجل اللى عمل نهضة بجد"، وعازف عود زميلى، وفعلاً تطوعوا بالعزف تحت التمثال طوال وقت المعرض".
وتقول "سعاد" إنها اقتبست الفكرة من ابنها وأصدقائه، الذين كانوا يستقلون المترو، فى مشوار طويل، ورأوا الناس "كئيبة" فأخرجوا آلاتهم الموسيقية، وعزفوا للركاب فى محاولة لإسعادهم، فقررت نقل التجربة إلى الشارع فى محاولة لإسعاد الناس، ومنحهم فرصة للقراءة والثقافة.
نفذت "سعاد"، بمساعدة المتطوعين، ثلاثة معارض، فى محاولة للمقاومة بالفن والثقافة والإبداع، وتقول سعاد "يمكن حد يقرأ كتاب يعيد إليه الوعى الغائب.. يمكن.. مش عارفة".
وتبتسم "سعاد" وتتذكر "فى المعرض الثانى، مرت صدفة فتاتان أجنبيتان ومعهم شاب مصرى، وسألنى "إنتو بتعملوا إيه؟ قلنا له الفكرة، وشرحها للفتاتين، ففوجئنا بهما تخرجان آلة "أوكورديون" وبدأتا فى الغناء والرقص والناس سعيدة جدًا، غنوا بالهولندى، ورغم أننا لم نفهم شيئًا من الأغنية، إلا إنها كانت مشاركة جميلة جدًا".
وتتمنى "سعاد" أن تنفذ الفكرة فى كل حارة مصرية ليكون اسمًا على مسمى بالفعل، ولكنها لم تقم بخطوات فعلية لأنها تواجه مشكلة فى التواصل مع بعض الأحياء، وتقول سعاد "كل اللى محتاجاه مكان وحماية وبس".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة