شباك نسمة بيطل على النوبة من وسط البلد!

الأربعاء، 01 مايو 2013 11:22 ص
شباك نسمة بيطل على النوبة من وسط البلد! جانب من نشاط نسمة الحداد
كتب حسن مجدى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
شباك حديدى صغير محفور بعمق 70 سم وعرض 80 سم فى حائط ناصية شارع حسين المعمارى الممتلئ بعبق تراث وسط المدينة، على ناصية الشارع المقابل التقطته نسمة الحداد صاحبة الثمانية والثلاثين عاما لتنفرج ابتسامتها النوبية السمراء وهى تترك أصدقاءها متجهة نحوه وبين يديها حلم بتحويله إلى شباك سحرى يطل على بلاد الذهب البعيدة، ويجيب عن تساؤلات أهل المحروسة التى لطالما حزت فى قلبها عما هى النوبة؟! وهل هى موجودة فى مصر؟! وهل لها نفس عملتنا؟! ويتحدث أهلها العربية مثلنا؟! وغيرها من الأسئلة التى كانت تتركها دائما حزينة على تفكك بلادها.

حلم نسمة الحداد عمره الآن تسعة أشهر على ناصية شارع حسين المعمارى، يكفى أن تمر بجواره لتجذبك رائحة بخور النوبة، وصوت منير العزب يشدو نحوك، منبعثا من بين تراث أهل بلاده السمراء المتراص داخل وحول الشباك الصغير بألوان الفرحة، تتوقف لدقائق مبتسما نحو القطع المطرزة ولو من بعيد، لترد عليك نسمة بابتسامة أهل بلاد الذهب وتجذبك إلى قعدة على الحصر النوبية تحكى لك فيها تاريخ بلادها وتراثها، تسرد كيف تتكون النوبة من 44 قرية وثلاثة قبائل رئيسية، وتسترسل وهى تشير إلى طبق مزين دائرى يعلق على الحوائط بألوان زاهية وتقول "الطبق دة اسمه الوليل ومبقاش موجود دلوقتى لأنه بيتصنع من زرعة القمح اللى مبقتش موجودة فى النوبة بعد ما توقفت زراعة القمح ووقف الخير، وفاضل منه قطع قليلة، وديه مش للبيع لأنها بتحكى قصة النوبة اللى فقدت القمح، ودلوقتى بيتصنع زيه من جريد النخل".

قصص طويلة تحملها كل قطعة فى شباك نسمة التى تعمل فى الأصل فنانة تشكيلية، تدور بك بين أفراح أهل النوبة وأحزانهم وتفاصيل عميقة تسرق الوقت على لسان الشابة السمراء، ولكن قصة الشباك نفسه تمتد إلى أبعد من التاريخ والتراث حين تروى نسمه وتقول "من أهم الأهداف أنى أساعد العائلات النوبية اللى توقف شغلهم مع توقف السياحة، والشباك دلوقتى بيساعد عشر عائلات نوبية بسافر أجيب منهم الشغل كل شهر، وأرجع أبيعه فى الشباك للناس اللى حابه تشترى، وبديهم جزء كبير من المكسب، وحلمى إنى العشر عائلات دول يبقوا مائة، وألف فى يوم من الأيام، ومحدش عارف ممكن يبقى اليوم ده قريب".

نسمة اختارت شباكها فى وسط المدينة مثلما اختارها والتقطها هو من بين الجميع تقول "فى وسط البلد دايما مركز للشباب اللى بيحب الثقافة والتراث، وهو ده الجمهور اللى أقدر أنشر بينه فكرتى، وأعرفه بالنوبة وأهلها، وهو يقدر ينشر ده بين الناس اللى يعرفهم".

شباك نسمة يتحول مرتين فى الشهر إلى قعدة لغناء النوبة على الدفوف، يتجمع حوله الأصدقاء والغرباء والمارة أمام الشباك الصغير بالدفوف وينشدون أغانى أهل الجنوب فى لقاء يتم يوم الخميس من أسبوع ويترك الأسبوع الآخر، وتستعد الآن لإضافة شاى العصارى، أو حكاوى الجد، لشباكها، والتى ستستضيف فيها أحد جدود النوبة ليحكى للشباب أعمق القصص عن البلاد السمراء، وتقول "شاى العصارى هى اللمة الأشهر فى النوبة، وهنجيب فيها حد من الجدود يحكى للشباب فى الشارع وعلى القهوة تاريخ النوبة اللى كانت مهد الحضارة لكل العالم".





مشاركة




التعليقات 1

عدد الردود 0

بواسطة:

هشام ميرغنى

احياء التراث النوبى

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة