تحاول دراسة عن تغير المناخ فى حوض نهر ميكونج السفلى والتى تمولها الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية تقييم مدى تأثير تغير المناخ على مدى السنوات الـ25-30 القادمة على الثروة الحيوانية ومصايد الأسماك والمحاصيل الهامة ومن بينها الأرز، والذرة، والبن، والمطاط، وفول الصويا.
واعتمادا على التقليص الإحصائى لنماذج المناخ العالمى القائمة، خرجت الدراسة بنماذج مناخية جديدة للمنطقة- تتألف من 187 إقليما فى كمبوديا ولاوس وتايلاند وفيتنام- التى يمر بها نهر ميكونج.
وحدد العلماء ثمانية أقاليم تعرف بالـ"البؤر الساخنة" يتوقع أن تشهد التغيرات الأكبر على الإطلاق فيما يتعلق بدرجات الحرارة وهطول الأمطار والفيضانات، وبالتالى يمكن أن تمر بالتغييرات الأعنف فى مجال إنتاج الأغذية.
وتشمل البؤر الساخنة "شيانج راى" وأقاليم "ساكون ناخون" فى تايلاند، و"خاموان" و"تشامباساك" فى لاوس، و"ستانج ترينج" و"موندولكيرى" و"كامبونج ثوم" فى كمبوديا و"كيين جيانج" و"جيا لاى" فى فيتنام.
وقال جيريمى كاريو-ريد المؤلف الرئيسى لدراسة تأثير وتغير المناخ فى حوض نهر ميكونج السفلى: "لقد وجدنا أنه بالنسبة للأرز المعتمد على مياه الأمطار، على سبيل المثال، فإن سبعة من الثمانية أقاليم التى يطلق عليها البؤر الساخنة ستشهد انخفاضا كبيرا فى إنتاجية المحاصيل.
ويعرف عن حوض نهر ميكونج السفلى تعرضه لتقلبات شديدة فى الطقس ومروره بتغييرات هائلة فى المناخ بالفعل.
وقال طارق كيتيلسن، مهندس النظم البيئية الذى أعد نموذج تغير المناخ من أجل الدراسة إن "منطقة الميكونج فريدة من نوعها على مستوى العالم"، وأضاف "حوض نهر الميكونج يتمتع بنظامين موسميين؛ فهناك ثلوج تذوب وأنهار جليدية تتكون فى ذلك الجزء من نهر الميكونج الواقع فى التبت- الصين، هذا بالإضافة إلى عواصف تهب من المحيط الهادئ فى الجزء السفلى".
وتتوقع الدراسة زيادة مقدارها أربع درجات فى متوسط درجات الحرارة فى المنطقة بحلول عام 2050، مقارنة بزيادة درجتين فى المعدل العالمى، وذلك فى التوقعات المثلى للجنة الحكومية الدولية التابعة للأمم المتحدة المعنية بتغير المناخ.
وقال كارو-ريد "إننا نتنبأ بزيادة قدرها 20 فى المائة فى هطول الأمطار فى البؤر الساخنة الجنوبية".
وقد يكون هطول المزيد من الأمطار أمرا سيئا فى المناطق التى تشهد بالفعل الكثير من زخات الأمطار، مثل كمبوديا الوسطى، لكنه قد يكون أمرا جيدا بالنسبة لأماكن مثل شمال شرق تايلاند (يطلق عليها إيسان) التى تعتمد الآن الزراعة فيها على الأمطار.
وقال ساباكورن تشيتاوانون الباحث البارز فى مركز جنوب شرق آسيا لنظام التغير العالمى للتحليل والبحث والتدريب فى بانكوك "زيادة هطول الأمطار لا تعنى بالضرورة أن الأمر أفضل".
وأضاف "يجب أن نرى ما إذا كان المطر يأتى فى الوقت المناسب، وما إذا كان يتم توزيعه بالتساوى".
ويبدى العلماء بشكل عام قدرا من الحذر بشأن القفز إلى استنتاجات بشأن التأثير المحدد لظاهرة الاحتباس الحرارى فى العالم بعد 30 عاما من الآن.
وهذا يثير تساؤلات حول الخطوة التالية من المشروع الذى سيشمل أخذ استنتاجات الدراسة إلى المجتمعات القروية فى أقاليم "البؤر الساخنة" لمساعدتهم على التخطيط للمستقبل.
وقال كارو-ريد "ما نود قوله هو أن هناك بعض التأثيرات المحتملة للمناخ فى المستقبل، وعلينا أن نجعل ذلك جزءا من التخطيط الحالى وعملية صنع القرار".
دراسة عن المناخ فى حوض نهر ميكونج تتوقع تغييرات فى إنتاجية المحاصيل
الثلاثاء، 09 أبريل 2013 10:27 م
صورة أرشيفيه
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة