"المنتقم" يفسد قيمة "الكونت دى مونت كريستو" بالمط والتطويل والسذاجة الفنية

الإثنين، 08 أبريل 2013 02:20 ص
"المنتقم" يفسد قيمة "الكونت دى مونت كريستو" بالمط والتطويل والسذاجة الفنية مسلسل المنتقم
كتب محمود التركى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
• المسلسل حاول المزج بين الأدب العالمى والدراما التركية فخسر الرهان
• عمرو يوسف يقف مكانه ثابتا وحورية فرغلى تبالغ فى الرومانسية

توقع الكثير من الجمهور والمهتمين بالدراما التليفزيونية العربية مع بدء عرض حلقات مسلسل "المنتقم" أنهم سيرون عملا مختلفا خاصة أنه يحمل رؤية إخراجية للسورى حاتم على ويعتمد على رواية عالمية شهيرة هى "الكونت دى مونت كريستو"، لأليسكاندر دوماس، ويقوم ببطولته مجموعة من النجوم الشباب الذين يعتبرون مكسبا كبيرا للدراما المصرية، لكن للأسف مع توالى عرض الحلقات حتى اقترب المسلسل من نهايته ذهبت كل تلك التوقعات هباء.

ويبدو أن حرص صناع العمل على أن تصل حلقاته إلى 120 حلقة على غرار الدراما التركية كان هو العامل الأساسى فى ظهور المسلسل بشكل لا يليق بالرواية الأشهر على مستوى العالم والتى اعتبرتها مجلة "الجارديان" البريطانية واحدة من أعظم 100 رواية على الإطلاق، والتى سبق أن قدمت فى العديد من الأعمال الدرامية العالمية والمحلية أيضا، ففى مصر تم تقديمها فى أفلام منها ""أمير الانتقام" بطولة أنور وجدى وإخراج هنرى بركات عام 1950 الذى عاد وأخرج فيلما آخر عن نفس الرواية بعنوان "أمير الدهاء" بطولة فريد شوقى عام 1964.

كما كانت السينما العالمية لها السبق فى تقديم الرواية من خلال عدة أعمال سينمائية منها Monte Cristo" " عام 1922 وقام ببطولته جون جيلبرت، وفيلم آخر يحمل نفس اسم الرواية عام 2002 من إخراج كيفين رينولدز، وأيضا تم تقديمها من خلال حلقات تليفزيونية عام 1998، وكذلك كانت حاضرة بقوة فى المسرح ومنها المسرحية التى تحمل عنوان أنا إدمون دانتيس"، والتى عرضت على أحد المسارح فى موسكو للمخرج إيجور دروجينين.

تعتمد رواية "الكونت دى مونت كريستو" على محاور ثلاثة هى الحب والخيانة والانتقام، من خلال عودة بطل الرواية "إدموند" من السجن الذى تم وضعه ظلما بعد خيانة أصدقائه له، وزواج أحدهما من خطيبته، حيث يعود إدموند بعد أن أصبح ثريا ويغير ملامح وجهه من أجل الانتقام، وهو المحور الذى يلعب عليه مسلسل "المنتقم" لكن الرغبة فى محاكاة الدراما التركية الناجحة أجبرت كاتبا السيناريو والحوار على إضافة تفاصيل مملة إلى حد كبير على أحداث العمل، مما جعل المشاهد يشعر بأن المنتقم أو"عمرو يوسف" الذى عاد للثأر من صديقه الخائن لم يفعل شيئا حتى الآن رغم تجاوز الحلقة الـ90 فهو منتقم لم ينتقم بعد، ولم يطرأ أى جديد منذ عودته.
ويتساءل البعض كيف لمخرج مثل حاتم على أن يضع توقيعه ورؤيته الإخراجية على العمل، حيث إنه كان مسئولا عن وضع الخيوط العامة للمسلسل مع المخرجين أحمد فوزى وعلى محيى الدين، فهو مسلسل لا يتناسب إطلاقا مع ما سبق أن قدمه من مسلسلاته جعلته أحد أبرز المخرجين العرب ومنها "الملك فاروق" و"التغريبة الفلسطينية"، و"صلاح الدين الأيوبى" الذى نال عنه جائزة أفضل مخرج من مهرجان القاهرة للإذاعة والتليفزيون عام 2001.

المسلسل يقدم الفنان عمرو يوسف فى أولى بطولاته التليفزيونية المطلقة بعد أن شارك من قبل فى بطولات جماعية هى "المواطن إكس" و"طرف ثالث" ويجسد فى العمل دور "عمر الزينى" الذى يتعرض للخيانة من أحد أصدقائه "عاصم الطحان" أو أحمد السعدنى ويزج به فى السجن ظلما ويتزوج من خطيبته "ندى" وتجسد دورها حورية فرغلى، لكن العمل لم يضف إليه أى جديد سواء بالسلب أو الإيجاب حيث لم يخسر فى أولى بطولاته المطلقة وتهبط أسهمه كممثل موهوب ولم يكسب أيضا وينجح فى حجز مكانه كبطل أول، وهو أيضا الأمر نفسه بالنسبة لأحمد السعدنى الذى له العديد من التجارب الفنية الناجحة والمميزة ومنها دوره فى مسلسل "فرقة ناجى عطا الله" ويحسب له فى "المنتقم" أنه ابتعد عن الأدوار الكوميدية خفيفة الظل وجسد دور رجل الأعمال المنتمى للنظام القديم الفاسد.

أما النجمة حورية فرغلى فقد اهتمت فى المسلسل أن تظهر كفتاة رومانسية حالمة مجبرة على أمرها، وبالغت كثيرا فى ذلك حتى أنه ظهر واضحا فى صوتها، مما أفقدها كثيرا من مصداقية العمل، ولم تحافظ على النجاح الذى سبق أن حققته فى مسلسل "دوران شبرا"، وتميز فى العمل الفنان سامح الصريطى الذى جسد دور هارون الطحان رجل الأعمال الفاسد كما ظهرت أيضا الفنانة شمس فى دور مميز أجادته بشدة حيث جسدت دور "تانية" زوجة هارون الطحان.

ويعد الحوار واحدا من أبرز عيوب المسلسل، حيث ظهر سطحيا وركيكا ومكرر فى أغلب الأحوال، فالبطل طوال الأحداث يردد جملة "أنا قناص" مما جعلها تبدو كوميدية، كما أنه دائما يتم الإشارة لإحدى الدول الأفريقية بكلمة "دولة أفريقية" دون ذكر اسمها على الإطلاق، وهو ما يعد استخفافا بعقل المشاهد، فضلا عن أن الجمل الحوارية التى تأتى على لسان الشخصيات التى تجسد دور الشر فى المسلسل – ومنها الفنان محمد أبو داود- قد عفى عليها الزمن وباتت مناسبة أكثر لقصص الأطفال.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة