الأمير عبد الله بكر يكتب: الداخلية.. قلب الرئاسة النابض

الأحد، 07 أبريل 2013 09:39 ص
الأمير عبد الله بكر يكتب: الداخلية.. قلب الرئاسة النابض محمد إبراهيم وزير الداخلية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
"من أجل الكرامة" لهذا قامت الثورة ولعل ثلث مبادئ الثورة، التى تمثلت فى "عيش حرية وعدالة اجتماعية"، كانت من أجل هذا الحلم الذى يشارك الثلثان الآخران، "كرامة المصرى" هى الأنشودة التى لحنها المواطن فى صيحاته بأحضان ميدان التحرير، وعبَّر عنها فى الكلمة الثانية من مبدأ الثورة.

الحرية هى الكرامة ولا كرامة إذا سلب الإنسان حريته وليس إنسانا من تسلب حريته فهى أعظم حقوقه وأهم خصائصه وملامحه.

أراد المواطنون الحرية من بطش الداخلية وأفرادها وقانون الطوارئ الذى كان يعمل حضَّانة النظام، وحماه من الموت ليس فقط خلال الثلاثين عاماً البائدة، لكن خلال الستين عاماً فور قيام ثورة 52.

لسبب أو لآخر أصبح الشرطى هو العدو اللدود للمواطن وفقط لذلك البسيط رغم تراكم شتى أعباء الحياة على منكبيه ومرارة العيش من نضوب جيوبه وتعاسة حاله وتردى أوضاعه ويبقى المواطن اليوتوبى وحده كما شبهه د.أحمد خالد توفيق ينعم بما حرم منه ذلك التعيس.

فالأول يرتكب الحماقات بسبب الملل وغريزة الشر والآخر يرتكبها بسبب غريزة البقاء التى كادت هى الأخرى أن تفنيه من على المعمورة. ربما رضا ذلك البسيط بجرعة الحماقات التى تنزوى ضده من نقص فى المال وكثرة فى الولد، ومن بطالة الولد تجرع زيادة وما بتلك الجرعة من آثار جانبية تشخصت فى الاكتئاب وطقم الأمراض المعروف لهذه الفئة بهذا الزمان. رضاه لم يكن إلا اقتناعاً بأنه يتقاسم ذلك مع العديد من الشعوب النامية حول العالم وبأنه بالتأكيد ليس خير شعوب الأرض، أما ارتكابات الداخلية واجتثاث جذور الكرامة هو فقط ما هزَّ هذا المواطن وعزَّ عليه وما يزال يهزه طالما يهديه قلبه نبضات الحياة. هذه كانت الفارقة عند هذا المواطن الذى لم يتحملها؛ لم يكن الاقتصاد أو البطالة أو الأمية أو قلة التنمية حتى هى فتيل الثورة فهناك إثيوبيا وزمبابوى والنيجر وناورو وإريتريا يمشون على نفس هذا البساط، بل كانت ممارسات الداخلية التى تجرّعها كثيراً ممن لم يحسُّوا بمرارة الضنك ولم ينجوا منها أى من ما ناء عليهم الضنك بكلكله؛ لذلك فقط قامت الثورة.

فى هذه اللحظات التى نتغلب عليها بأنفسانا نرى الكثير من الاحتجاجات وأعمال قطع الطرق والسكك الحديدية ليس بسبب المشكلات الاقتصادية بل كلها وأرى أنى غير مبالغ بسبب المشكلات الأمنية من اختطاف وحوادث سرقة بأنواعها. فالسكرات الاقتصادية تعيش فى دم الشعب، ألفها وألفته، أما الأمن وتدهوره لم يعهده المواطن بعد الأيام الأولى للسادات.
فالشعب ما تكفيه القرارات ولا يكفى المندسين التحذيرات؛ فالحكام يفكرون والشعوب تشعر، ولو شعر هذا المواطن بالأمن يوماً طال عمر الرئاسة شهراً.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة