افتتح يوسف بن علوى عبد الله، وزير الشئون الخارجية بسلطنة عمان، والدكتور شوقى علام، مفتى مصر، والشيخ أحمد الخليلى، المفتى العام لسلطنة عمان بمسقط، اليوم السبت، فاعليات المؤتمر الدولى لتطوير العلوم الفقهية الذى تنظمه وزارة الأوقاف والشئون الدينية العمانية لمدة أربعة أيام، بعنوان فقه رؤية العالم والعيش فيه والمذاهب الفقهية، واستعراض التجارب المشتركة بمشاركة علماء ومفكرين من مصر وعدة دول عربية وإسلامية، بمشاركة مفتى مصر السابق الدكتور على جمعة.
وأكد الدكتور شوقى علام، مفتى الديار المصرية، اهتمام الإسلام بتعايش المسلم مع الآخر من غير بلاد الإسلام، وفق مبادئ العدل والرحمة والمساواة واحترام ثقافة الآخرين، والمشاركة معهم فى إعمار الأرض وإصلاحها، وتعميم الخير للجميع مع احتفاظ كل طرف بفكره الخاص، خاصة فى ظل الظروف التى يعيشها العالم من هيمنة وعولمة، مشيرا إلى رفض الإسلام لفكرة إقصاء الآخر بل التعاون معه والعيش بأمان.
كما أكد الدكتور شوقى علام، فى كلمته فى افتتاح المؤتمر، أهمية مفهوم المواطنة أو العقد الاجتماعى للتعامل بين المسلمين، وغيرهم فى البلد الواحد، فى إطار من العدالة، يضمن للجميع ذات الحقوق والواجبات فيما يحكم علاقة المسلمين ببعضهم مبادئ الإخوة والرحمة والاحتكام للقرآن والسنة.
وانتقد مفتى الجمهورية اعتقاد البعض أن التعايش مع الإسلام يمثل خطرا على الأنظمة الليبرالية الديمقراطية العالمية، وإنكار البعض لجدوى الحوار مع الآخر، مؤكدا ضرورة التعايش لمعالجة قضايا الساعة لارتباط التعايش بالعلاقات بين البشر وبعضهم. من جانبه طالب الشيخ الدكتور أحمد حمد الخليلى، مفتى سلطنة عمان، بالتمسك بتعاليم الإسلام فى التعامل مع الآخرين والقائمة على العدل والأخلاق الحسنة فى المعاملات والتعاون البناء من أجل تعميم الخير للبشرية، مبينا أن الهدف من المؤتمر الذى يجمع كوكبة من علماء وفقهاء الدين الإسلامى استنباط الأحكام الشرعية التى تجمع وحدة صف الأمة والإسلامية، وتتجنب أى أسباب للخلاف والفرقة، وحتى يجد كل شخص فى الأمة الإسلامية حقوقه كاملة، ويقوم بواجباته نحو أمته، مبينا أن الإسلام يطمأن الجميع بحقوقه وفق مبادئ الشريعة الإسلامية.
كما أكد الدكتور عبد الله بن حمد السالمى- وزير الأوقاف والشئون الدينية بسلطنة عمان، فى كلمته إلى المؤتمر التى ألقاها الدكتور عبد الرحمن السالمى- رئيس اللجنة المنظمة للمؤتمر، ضرورة العودة إلى الكتاب والسنة لمواجه المتغيرات التى تواجه الأمة الإسلامية، مشيرا إلى الدور الفعال للفقه الإسلامى، فى ضبط فقه العيش بين المسلمين بمختلف مذاهيهم وبينهم وبين غيرهم حيث صنف أهل العلم جملة من التصانيف والأبواب الفقهية والقواعد الفقهية وضوابط النوازل التى تطرأ على المسلم، وهو يعايش مع الآخر فى غير موطنه الأصلى.
بدوره طالب الشيح آية الله مبلغى من علماء الحوزة بإيران بتأسيس فرع جديد باسم فقه العيش المشترك فى الفقه الإسلامى لوضع أسس متميزة للعلاقة بين المسلمين وغيرهم، وتفهم بعضهم للبعض وفق منهجية وأسلوب علمى، على أن يرتبط ذلك العيش بالناس أنفسهم مهما كانوا، ويكون تبادليا من الطرفين، ويراعى اهتمام الآخرين، ويراعى تجارب الآخرين ليكون العيش تكامليا، وأن يبتعد عن الأمور الخلافية.
كما استعرض الدكتور سالم الخروصى، مستشار وزير الأوقاف مراحل المؤتمر الدولى للوزارة من الاهتمام بالفقهاء، ثم فقه العيش المشترك، واهتمام الوزارة بإعداد جيل جديد من شباب الفقهاء، وتسهيل الحصول على الدكتوراه فى فقه العيش. كما أطلق المشاركون فى المؤتمر الموقع الإلكترونى الجديد لوزارة الأوقاف المتضمن
رعاية أجيال جديدة من فقهاء العلوم الإسلامية، يناقش المؤتمر من خلال 8 محاور أسس العيش المشترك فى المذاهب الإسلامية والعلاقة مع الآخرين وتجارب الآخرين.
مفتى الجمهورية ووزير الشئون الخارجية العمانى يفتتحان مؤتمرا "علوم الفقه"
السبت، 06 أبريل 2013 10:30 ص