قالت أستاذة العلوم السياسية بجامعة القاهرة "نادية مصطفى"، "إن الأزمات التى يعيشها العالم الإسلامى، مصدرها عقود مضت وليست حديثة العهد، مشيرةً إلى أن أهم أسبابها هو استبداد الحكام، وتدهور الارتباط بالإسلام، والتدخلات الخارجية".
وأشارت، خلال حديثها للأناضول، إلى أن الاستعمار استغل ضعف الدول الإسلامية، وبدأ بمحاولات استبدال الإسلام بالنموذج العلمانى الغربى، كما قام بربط اقتصاد هذه الدول بعجلة الاقتصاد العالمى، لتصبح مجرد مزارع، لتوريد المواد الأولية، أو أسواق استهلاكية مفتوحة، فضلاً عن الخضوع السياسى.
ولفتت مصطفى، إلى أن استقلال دول المنطقة، كان بناءً على أسس قومية، وانتهى بذلك عهد الإمبراطوريات الكبيرة مثل العثمانية والعباسية، وأصبحت المنطقة مكونة من دول صغيرة، مقسمة بحدود مصطنعة وفق التنافس الاستعمارى.
وأشارت إلى أن حركات رفض وإصلاح ظهرت، تهدف إلى الحفاظ على الإرث الثقافى، مؤكدةً أن محاولات استبدال وإحلال ثقافة الشعوب الإسلامية لم تنجح، داعيةً إلى تغيير الواقع الحالى، من خلال التعاون الاقتصادى والسياسى، فى ظل مرجعية إسلامية، مشيرة إلى أن التربية والتعليم على أسس جديدة، والحريات، تسهم فى تحقيق ذلك التعاون.
وعن تواضع مستوى مشاركة المرأة فى العالم الإسلامى، أفادت مصطفى أن المرأة مكون أساسى فى المجتمع، وأنه كلما كانت الدولة المسلمة قوية، كان دور المرأة قوياً، والعكس صحيح، حيث تزداد القيود على المرأة باسم الإسلام، وما هى إلا قيود العادات والتقاليد، مبينةً أن حركات نسائية إسلامية نشأت، للدفاع عن حقوق امرأة، وتمكينها من توسيع مشاركتها فى جميع الأدوار، مع الاحتفاظ بهويتها وخصوصيتها، ورأت أن هناك أولويات فى الحقوق، موضحةً أن المساواة التامة بين الرجل والمرأة أمر غير منطقى، لأن لكلٍ التزاماته المختلفة، مطالبةً بضرورة أن يكون هناك دور للمرأة فى المجال الفقهى.
وعن الدور التركى فى المنطقة، أشادت مصطفى بالعلاقات الخارجية التركية، لافتةً إلى أنها استطاعت كسر الحاجز مع المنطقة العربية، واستعادت صورتها الجيدة لدى العرب، انطلاقاً من التاريخ والدين والثقافة المشتركة.
