"بيج مين".. فيلم وثائقى حول نعمة ونقمة النفط فى البلدان الأفريقية

الثلاثاء، 30 أبريل 2013 11:32 م
"بيج مين".. فيلم وثائقى حول نعمة ونقمة النفط فى البلدان الأفريقية صورة أرشيفية
نيويورك (د ب أ)

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فى الفليم الوثائقى "بيج مين" أى الرجال الكبار يدور الصراع بين الجشع والسياسة والأمل فى مستقبل أفضل، إذ يتناول الفيلم استغلال حقول النفط فى البلدان الأفريقية، مبينا كيف أن الموارد ذات القيمة يمكن أن تجلب الرخاء والدمار للشعب فى آن واحد.

فيلم "بيج مين" من إخراج راشيل بوينتون وعرض لأول مرة فى مهرجان تريبيكا السينمائى فى نيويورك بعد أن استمرت عملية إنتاجه منذ عام 2005 عندما بدأت بوينتون دراسة الموضوع.

ويتطرق الفيلم إلى عملية استغلال النفط فى غانا بدءا من اكتشاف حقول النفط وحتى بدء إنتاج هذه السلعة الثمينة، مع التركيز على المفاوضات الجارية بين الحكومة وشركات النفط الأجنبية المهتمة بذلك.

تبدأ أحداث الفيلم الوثائقى فى عام 2007 وهو الوقت الذى اكتشفت فيه شركة نفط أمريكية صغيرة "كوزموس إنيرجى" حقول نفط ضخمة قبالة سواحل غانا وأبرمت عقدا أوليا مع الحكومة الغانية لبدء إنتاج النفط، إلا أن المفاوضات توقفت فجأة فى عام 2008، حيث يرجع ذلك جزئيا إلى الأزمة المالية التى أدت إلى حدوث انخفاض كبير فى سعر النفط، وكذلك بسبب الانتخابات الرئاسية فى غانا والتى أسفرت عن تغيير الحكومة فى البلاد.

وعندما جاء الرئيس الغانى الجديد، أتا ميلز، إلى السلطة فى عام 2009، قال إنه تعهد بإعادة دراسة العقد للتأكد من استفادة شعب غانا من اكتشاف النفط.

ومع إعادة دراسة شروط استغلال النفط، تعارضت مصالح كل من الحكومة الغانية وشركة النفط الأمريكية، مما أدى إلى تأزم الموقف لكن تم حله بعد سنوات عندما أدركت غانا أن توقف الإنتاج قد يعنى فقدها لاستثمارات أجنبية أخرى، ما يجعل الفيلم الوثائقى زاخرا بالمكائد بشكل خاص هو أنه يسرد جنبا إلى جنب ازدهار تجارة البترول فى غانا وقصة الدمار الناجم عن النفط فى نيجيريا، وهو الأمر الذى يمدنا بقصة تحذر من تغلب شهوة الجشع.

فى نيجيريا بدأ إنتاج النفط فى خمسينيات القرن الماضى مع اكتشاف النفط فى دلتا النيجر، والذى سرعان ما أدى إلى الاقتتال واستشراء الفساد على نطاق واسع فى البلاد.

ولأن المخرجة أتيحت لها فرصة غير عادية للوصول للميليشيات فى نيجيريا، فإن الفيلم الوثائقى يظهر اليأس حيال النفط الذى أدى إلى أن يدمر الناس هناك عمليات إنتاج الوقود احتجاجا على الفساد واختلاس الأموال من الموارد الوطنية.

عقد مقارنة مع نيجيريا يعطى معنى أعمق لعملية التفاوض فى غانا مثلما تتكشف الأحداث فى الفيلم، وهو الأمر الذى يجعل المشاهدين يحدوهم الأمل فى أن غانا ستتجنب الوقوع فريسة لإغراء الفساد والمال السريع.

ويشرح أحد المسلحين النيجيريين "الرجال الكبار هم أصحاب الثروة والسلطة والتى يأمل الجميع أن يصبحوا مثلهم، غير أن هناك أيضا قلة فاسدة تستفيد من الموارد الطبيعية التى يجب أن تكون مملوكة لجميع المواطنين".

ويعطى الفيلم الوثائقى نظرة عالية الدقة ومتوازنة فى مجال النفط فى البلدان الأفريقية والتى تحققها المخرجة من خلال معايشتها الفعلية للموضوعات التى تناولها الفيلم.

وفى حين أنه من الواضح أن المخرجة تؤيد فكرة أن مواطنى أى بلد ينبغى أن يستفيدوا من النفط، إلا أن وجهات نظر جميع الأطراف المشاركة يتم شرحها على نحو من التفصيل والإنصاف لدرجة يستحيل معها تقريبا التحيز لأى طرف.

ويسلط الفيلم الضوء على صعوبة تنفيذ نظريات سياسية واقتصادية معينة على أرض الواقع، وهو الأمر الذى يبين فى نهاية المطاف أنه فى حين أن جشع البشر هو أكبر عقبة أمام السعادة، إلا أنه فى نفس الوقت القوة الدافعة الرئيسية للتنمية الاقتصادية.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة