المشير "عبد الرازق" يدعو مبارك للعودة إلى الحكم مناصفة مع طنطاوى

الثلاثاء، 30 أبريل 2013 10:17 ص
المشير "عبد الرازق" يدعو مبارك للعودة إلى الحكم مناصفة مع طنطاوى المشير عبد الرازق
كتبت سارة درويش

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مجرد خطوات.. وباب ثم آخر.. يفصل بين عالمين مختلفين تمامًا.. يُقال إن من وراء الباب أناس فى نعيم، ونعيمهم هذا قلعة صفراء مهيبة تشبه السجن، أو الحصون القديمة التى نشاهدها فى الأفلام فقط.. ما أن دبت أقدامنا أرض "عنبر العقلاء" تلقينا التحية العسكرية من سيادة المُشير "عبد الرازق" رجل على مشارف الخمسين من العمر، دخل المصحة النفسية فى طنطا قبل شهور قليلة تحت وطأة هموم الحياة والظروف، ومطاردة لقمة العيش ليقوم يقوم بواجبه نحو أهله وأسرته الصغيرة التى تنتظره بصبر.

ظروف الحياة التى حولته من شخص عاقل و "عائل" إلى مجنون، يمثل عبئًا جديدًا على كاهل زوجته الصابرة التى تخف بين الحين والحين إلى زيارته حاملة طعامٍ طيب وملابس وسجائر تعينه على "اللاحياة" التى يعيشها فى المصحة النفسية.

المشير عبد الرازق يرى أن "سيادة الرئيس محمد حسنى مبارك قام بالثورة ليطالب بحق عبد الرازق" كما أنه يرى أن المخلوع - الذى تسبب بفساده هو وحاشيته فى وصوله إلى هذا المكان – يرى أنه "رجل طاهر" وحملنا أمانة براءته! و يرى أن الحل الأمثل لينصلح حال مصر وليأخذ كل ذى حقٍ حقه هو أن يعود مبارك للحكم مناصفة مع "سيادة المشير محمد حسين طنطاوى"! وحين سألناه عن سبب وجوده فى هذا المكان، وعن رأيه فى الثورة قال إنه شارك فى الثورة – وهو ما نفته زوجته – وأنهم ألقوا به فى هذا المكان ليكمموا فمه.

"سيادة المشير عبد الرازق" يحب زوجته حبًا جمًا ويدرك – رغم غياب عقله – أنها زوجة أصيلة واحتملته ولا تزال تحتمله بصبر، ويتوق للخروج مرة أخرى ليرى أطفاله.

لعبد الرازق وجه مصرى أصيل، يميل للاسمرار.. وجهه لا يحمل غضباً ولا سخطاً على حاله.. حتى حين يبكى شاكياً الظروف، وحتى حين يشكو لك ألم الجلسة الكهربية التى أنهاها للتو.. يحب زوجته بجنون، ولكنك تدرك بعد قليل أنه يحبها لأنها "أنثى" وليس لأنها "ابتسام" على الرغم من أنه نسى اسم ابنته ويذكر فقط اسمها!

أما ابتسام فملامحها مشبعة بالكبرياء، والصبر والأسى لكنها أبداً لا تحمل ذرة ضعف.. ابتسام أصغر سناً من زوجها، فهو كبير السن، لدرجة أن أسنانه متساقطة.. لا نعرف بسبب المرض أم الزمن أم الهم.. لكن الأكيد أنه يكبرها سنًا.

ابتسام تتحمله بكل صبر، تتحمل أنه هنا فى المصحة بسبب الإدمان، تتحمل أنها تنفق عليه وعلى البيت والأولاد وعلى علاجه أيضاً .. ملامحها لا تحمل ضجراً منه، لا تحمل شفقة كذلك! ولا تحمل حباً.. يمكنك أن تدرك بكل وضوح من نظرة واحدة أنها لا تتحمله لأنها تحبه، ولا لأنها تشفق عليه!

تدرك كذلك أنها ليست مجبرة على تحمله! وتجد نفسك تضرب كفاً بكف، تفتش بجنون فى ملامحها الصامتة عن تفسير واحد لرعايتها له!





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة