أسلاك وأنامل ذهبية صنعوا بها أجمل وأهم القطع وأغلاها وهى كسوة الكعبة، وسرادقات الأغنياء والأعيان، هم صناع الخيامية.. العمال المهرة فى قلب القاهرة الفاطمية، ومن أهم مناطقها السياحية.
"الخيامية هى مقصد السياحة الإسلامية وترمومتر للسياحة فى مصر".. هكذا يقول إكرامى فاروق أحد التجار الكبار بمنطقة الخيامية وحفيد أهم عمالها المهرة منذ خمسين عامًا، الذى ورث المهنة عن والده أيضًا ويزيد حال المنطقة والسياحة كلها فى النازل، فالركود أصاب المنطقة للانخفاض الواضح لأعداد السياح الذين يقدرون المهنة والشغل اليدوى، الذى تشتهر به الخيامية فى كل دول العالم.
إكرامى يتحسر ويتذكر حكاوى جده عن أن الخيامية كانت تنقش بحروف من ذهب كسوة الكعبة، وكانت أعياد الخيامية وقتها لا تنقطع وكل لياليها أعياد نحفظها عن ظهر قلب من جلسات الحكى والسمر مع الآباء والأجداد، وبعد ذلك استخدم شغل الخيامية "صيوان" الأفراح والمآتم للأغنياء والأعيان، ثم تحولت فى الوقت الحالى وتطورت إلى تابلوهات سياحية دخلت فيها الأشكال الفرعونية والعربية تشتريها القرى السياحية والبازارات، مضيفاً أن القماش المطبوع أو "الترك" دخل مكان الخيامية، وهو ما جعل المصريين يستغنوا عنها لغلو ثمنها.
وتحسر إكرامى على زمن الخيامية قائلاً: "الزبون المصرى مابيقدرش الشغل اليدوى.. زمان كانت الناس بتقدر، دلوقتى المهنة مش بتبيع غير للسياح وبس".
وأوضح أن الثورة أثرت على السياحة وأصبح هناك ركود كبير فى سوق الخيامية، مضيفاً أن هناك بعض التجار سرحوا الصنايعية، وهو ما أدى لزيادة الأزمة.
وأشار إلى أن "صنايعية الخيامية عددهم قليل للغاية، وأزمة السياحة أثرت على حركة البيع والشراء والإنتاج وهجر العمال المهنة لمهن تدر عليهم ربحًا، واشتغل معظمهم باعة رصيف للصينى والمصرى المضروب، وهذا ما يهدد المهنة التى تتفرد بها مصر وتعتبر جزءًا من تراثها".
وطالب وزارات الثقافة والسياحة والآثار والصناعة بضرورة العمل على إنعاش سوق الخيامية من خلال عمل معارض خارجية وداخلية لمنتجاتهم، لتنشيط المبيعات وزيادة التوزيع والتعريف بالفن المصرى فى كل دول العالم.
وعن خطوات تصنيع الخيامية قال إكرامى، إنه يتم أولاً وضع التصميم الذى سيتم التعامل معه ونقل هذا التصميم على ورقة باترون تتم خياطته فى القماش الذى سيتم تطريزه، ثم يتم وضع بودرة مخصصة لطبع الرسم على القماش حتى تتم عليها عملية التطريز، ويقوم الصانع الذى يعرف باسم "الخيامى" بعمل أكثر من وحدة من ذات التصميم ويقوم بعدها بخياطتها مع بعضها البعض بطريقة "اللفقة"، دون أن يظهر أى شىء من هذه الخياطات على السطح الخارجى للقماش.
فنان "الخيامية" إكرامى:السياحة فى النازل والمهنة فى طريقها للانقراض
الإثنين، 29 أبريل 2013 07:34 م