دعا عماد أبو غازى، وزير الثقافة الأسبق، المعارضة فى مصر إلى تجاوز الانتقادات غير المجدية لجماعة الإخوان المسلمين، والتركيز بدلاً من ذلك على البدائل السياسية والاقتصادية المطلوبة بشدة للمصريين.
وحذر أبو غازى، فى مقابلة أجراها مع صحيفة "جلف نيوز" الخليجية الصادرة بالإنجليزية، من أنه فى حالة استمرار الوضع الحالى، فإن الإخوان ربما يخسرون لكن المعارضة لن تفوز.
وقال أبو غازى، خلال المقابلة، "نحن فى موقف كارثى على المستويين السياسى والاجتماعى، فالنظام والمعارضة يتشاركان معاً مسئولية الأزمة، فالمعارضة يجب أن تقدم مبادراتها الخاصة، ولا تقوم فقط بمجرد رد فعل على قرارات النظام". وأضاف، بما أن المعارضة لم تكن راضية عن مسودة الدستور التى تم إقرارها، فلماذا لم تقدم مسودتها الخاصة بها.
وفيما يتعلق بأزمة حزب الدستور، الذى كان أبو غازى يتولى منصب أمينه العام قبل أن يستقيل مؤخراً، رفض وزير الثقافة الأسبق التعليق على الخلافات الداخلية فى الحزب، والتى دفعته إلى الاستقالة، مشيراً إلى أنه لا يزال عضواً فى الحزب.
وتحدث أبو غازى عن الأزمة السياسية الراهنة، وقال إنه فى حين أن هناك احتمالا بأن الإخوان قد يخسرون إلا أن هذا لا يعنى بالضرورة فوز المعارضة.
ويرى أبو غازى أن الحل يكمن فى معارضة موحدة، مثل الجبهة الشعبية فى فرنسا فى مواجهة النازيين، فالمعارضة الموحدة فقط يمكنها أن تحبط محاولة تأسيس دولة دينية استبدادية فى مصر، داعياً المعارضة إلى تنظيم برنامج سياسى واقتصادى.
وعن استقالته من وزارة الثقافة أثناء تولى حكومة عصام شرف المسئولية فى أواخر عام 2011، قال أبو غازى، إنه قرر أن يترك الوزارة عندما رأى وحشية الشرطة والهجمات العنيفة ضد الثوار، وقد أمر الجيش قوات الأمن بإطلاق النار على المتظاهرين، والحكومة ورئيس الوزارة وحتى وزير الداخلية لم يتم إبلاغهم بهذا القرار.
ويمضى أبو غازى قائلاً، إنه لم يكن الوحيد الذى قدم استقالته، فكان عدد من الوزراء قد قرر هذا بالفعل، بعضهم أعلن نواياه، وآخرون لم يفعلوا، وجاء العيسوى، يقصد وزير الداخلية الأسبق، إلى مقر الحكومة ومعه استقالته فى جيبه، وكذلك أحمد البرعى، وزير القوى العاملة وحازم الببلاوى وزير المالية وعلى السلمى، نائب رئيس الحكومة، كلهم أصروا على الاستقالة.
وقال أبو غازى، إنه نادم لعدم استقالته قبل هذا الموعد بـ40 يوماً، عندما وقعت مذبحة ماسبيرو فى أكتوبر 2011.
وتطرق أبو غازى إلى علاقة الإخوان المسلمين بالغرب، وقال إن الولايات المتحدة ساعدت الجماعة على احتكار السلطة، ويرى أن الإخوان كانوا تاريخياً مدعومون من الغرب، وحصلوا على تبرع بقيمة 500 جنيه من شركة قناة السويس، عندما كانت مملوكة للحكومة البريطانية فى العشرينيات.
وأضاف أن الجماعة أسست اتصالات مع السفارة البريطانية فى القاهرة فى عام 1954، من وراء ظهر الرئيس جمال عبد الناصر، ومن غير المستغرب أن يكون لهم روابط عميقة بالغرب والولايات المتحدة.