"التوحد" عالم لا يعرف النفاق..

"علياء النجار": المتوحد طفل عبقرى يجب استغلال قدراته الخاصة

السبت، 27 أبريل 2013 09:03 م
"علياء النجار": المتوحد طفل عبقرى يجب استغلال قدراته الخاصة مريض التوحد
كتبت إيناس الشيخ

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لم تكن تتوقع أن تراه يتحدث مثل باقى أطفال سنة، فتعبيرات وجهه الصامتة أعلنت عن رفضه للكلام وعدم قدرته على الاختلاط بعالمهم المزدحم بالنفاق، لم يعطيها الأطباء تشخيصاً واضحاً لحالته التى تزداد سوءا عاماً بعد الأخر، حتى حدثها قبلها أن طفلها الصغير يعانى من "التوحد" بعد أن أشارت حركاته إلى تأخر فى الكلام، ورفض واضح للتفاعل مع المجتمع..

"محمد إيهاب" هو طفل الأربعة سنوات، الذى لم تستوعب أمه حالته سوى بعد التوجه لأحد مراكز التوحد التى تضم غيره من أصحاب العوالم الخاصة، والتفاصيل الدقيقة، وحسابات الوقت الأكثر تعقيداً، لا يشعر بالرغبة فى الكلام وربما لم يحاول يوماً الدخول فى مناقشة سوى بنظرات ذات معنى من عينيه التى تحمل ذكاء خارقاً بجانب الانطواء الذى يعيشه طفل "التوحد" الذى تظهر أعراضه منذ السنوات الأولى، دون أن يفهم الوالدين سر هذه الأعراض، أو ربما يرفض الجميع الاعتراف بوجودها..
الدكتورة "علياء النجار" رئيسة المركز السويدى التخصصى لعلاج أطفال التوحد وذوى الاحتياجات الخاصة تحدثت لليوم السابع عن تفاصيل "التوحد" وكيفية التعامل مع الطفل الذى يعانى من أعراض الانطواء عن العالم، وعن ضرورة تغيير نظرة المجتمع له على أنه "معاق" والدخول لعالمه بدلاً من إجباره على الدخول لعالم البشر.

"الطفل المتوحد غالباً ما يكون عبقرى، ويمتلك قدرات خاصة تفوق قدرات الطفل العادى" هكذا بدأت "النجار" حديثها لليوم السابع عن مواصفات الطفل المتوحد، وتضيف: الطفل المتوحد يميل للحياة فى عالم خاص به، ولكنه يتمتع بمواهب خاصة، وذاكرة قوية، كما يمتلك الطفل المتوحد قدرات خاصة فى التعامل مع الأرقام والمعاملات الحسابية المعقدة، وهى المواهب التى يجب استغلالها بدلاً من اعتباره طفلاً متأخراً عن غيره.

أما عن كيفية اكتشاف أعراض المرض وكيفية التعامل معها تقول "النجار": أعراض مرض التوحد تبدأ من سن سنة ونصف، وتبدأ الأعراض بملاحظة الأم للتأخر فى الكلام أو بعض التصرفات التى يتراجع الطفل عن القيام بها، وميله الدائم للجلوس وحيداً وعدم قدرته على التفاعل مع الأسرة، إلى جانب رغبته فى تكرار الأشياء، كما أن اكتشاف المرض مبكراً هو الخطوة الأولى للعلاج، والخطأ الذى يقع به معظم الأهالى هو ملاحظة هذه الأعراض ورفض الاعتراف بها.

وعن كيفية تعامل المجتمع مع الطفل المتوحد تتحدث "النجار" من واقع خبرتها فى التعامل مع أطفال التوحد قائلة: يجب أن تتغير نظرة المجتمع للطفل المتوحد كطفل "معاق" لا يمتلك قدرات خاصة، وأهم ما يجب تلاشيه فى التعامل مع هؤلاء الأطفال هو العنف أو الصياح الذى يزيد من الحالة سوءاً، يجب أن ندرك أن أطفال التوحد لهم عالمهم الخاص الذى يرفض دخول الغرباء، ونحاول الدخول إلى عالمهم بدلاً من إجبارهم على الدخول فى عالمنا.

أما عن أسلوب العلاج الذى يقوم به المركز السويدى التخصصى فتتحدث علياء بشىء من التفصيل: المركز يتعامل مع أطفال التوحد بنظام ال "ABA" أو "Applied Behavior Analysis " وهو نظام أمريكى يقوم المركز بتطبيقه لأول مرة فى مصر، ويعتمد على الأسلوب التعليمى أكثر من اعتماده على الأدوية، فهو يعتمد على تعديل السلوك والعمل على تنمية المهارات الاجتماعية لدى الطفل، ومحاولة الدخول لعالم المتوحد وفهم احتياجاته والتفاعل معه، على عكس الأنظمة الأخرى التى تحاول إجبار المتوحد على التفاعل مع العالم الأخر، كما يعتمد هذه الأسلوب بشكل أساسى على دمج الأهالى فى جلسات العلاج باعتبارهم جزء أساسى من حياة الطفل، وأهم ما يميز نظام ال "ABA" هو عدم وجود آثار جانبية لاستخدامه لعدم اعتماده على الأدوية، وقد أثبت هذا النظام نجاحه فى فترة قصيرة مع عدد كبير من الأطفال الذين بدؤوا بالفعل فى الاختلاط بغيرهم والكلام بشكل طبيعى، والسماح لمواهبهم بالخروج دون خوف.

"أحنا شايفين المتوحد غلط، مش لازم نحاول نغيره، لازم نبص لإيجابياته الأول" هكذا أنهت "النجار" حديثها لليوم السابع عن كيفية التعامل مع الطفل المتوحد، وتغيير النظرة الخاطئة له، وضرورة التعامل مع ما يمتلك من قدرات خارقة ومواهب يمكن استغلالها بمجرد الاقتراب منه ومحاولة فهمه بشكل صحيح.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة