على فرشة صغيرة استقرت بضاعته التى وقف حولها منتظراً من أطلق عليهم "زبائن الظلام"، "تعالى اشحن يا بيه" هى الجملة التى لم يتوقف عن ترديدها "مصطفى" صاحب فرشة "الكشافات"، فى محاولة لجذب الزبون لكشافاته ذات البطاريات التى أغرقت "شارع الكهربا" بميدان العتبة بجوار محلات "النجف" الضخمة التى توقفت عن البيع والشراء وتركت مجالاً لـ"الكشاف أبو شاحن" الذى تحول بفضل انقطاع الكهرباء إلى "لقمة عيش سريعة" لأصحاب الفرشات والباحثين عن "سبوبة" استعداداً لصيف مظلم غيَّر معالم "سوق النجف".
"من يوم ما مسك مرسى".. هكذا أجاب "مصطفى محمد" من أمام فرشة "الكشافات"، عندما سأله أحد الزبائن "هو البتاع ده انتشر كده أمتى؟"، بسخرية استخدمها لإقناع الزبون بالأسعار المرتفعة للبضاعة التى يزداد الطلب عليها يوماً بعد يوم تحدث "مصطفى" عن انتشار بيع "كشاف البطارية" بين محلات النجف الضخمة التى انقطعت عنها رجل الزبون، ويقول: "ماكناش نعرفه غير لما مسك مرسى، والكهربا بقت تقطع كل يوم، السوق يا بيه عرض وطلب واللى يحتاجه الزبون هو اللى بيمشى".
ملتفتاً لأحد الزبائن الذى بدا حائراً بين الأنواع المختلفة قبل أن يمازحه، قائلاً: "خد الغالى، هتحتاجه يا بيه ما هو مرسى خلاها ضلمة"، لم تعلن ملامحه البسيطة أو لهجته الشعبية الواضحة عن فهمه للأحداث السياسية التى حاول تحليلها بعقلية "رجل سوق": "وزير الطاقة طلع فى التليفزيون يقول لما الكهربا تقطع هنبعتلكوا على الـ"فيس بوك"، إنت بتكلم مين يا باشا؟ إنت فاكر أن الشعب كله عنده "فيس بوك"، الحكومة دى بتشتغلنا".
فرشة "مصطفى" ليست الأولى من نوعها فى "سوق اللمض"، كما أطلق عليه أهالى المنطقة، فحوله انتشرت الفرشات المنافسة التى تحاول جذب الزبائن بطرق مختلفة كمهنة بدأت فى الظهور وتحولت منتجاتها لبضاعة مطلوبة، مما دفع الكثيرين إلى شراء عدد من الكشافات والوقوف بها على فرشات لا حصر لها بميدان العتبة.
"مهى بقت شغلانة اللى مالوش شغلانة".. بنفس الطريقة الساخرة وصف "مصطفى" المهنة التى ولدت حديثاً على ظلام "حكومة مرسى" - على حد تعبيره، ويقول "دلوقتى الكشاف هو اللى سوقه ماشى، وأسعاره فى السما، الصغير بـ30 والكبير بـ300 والزبون مضطر يشترى، والحكومة كتر خيرها ضلمتها عشان نبيع".
تعالى اشحن يا بيه..
"الكشاف أبو شاحن" أحدث تقاليع "شارع الكهربا" بعد ما مرسى خلاها ضلمة
الجمعة، 26 أبريل 2013 04:53 م