فاطمة خلقت "عالم خاص" من الإبداع لتتحدى إعاقتها

فاطمة.. قررت تحدى كل الإعاقات التى واجهاتها، فخلقت عالما خاصا بها من الإبداع لتتفوق فى حياتها العملية وتعمل بهذا التفوق أشياء كثيرة لنجدة أسرتها من الفقر.
"28 سنة" هو كل عمر فاطمة، تعانى من إعاقة ضعف السمع والبكم، ولكنها جعلت من هذا العمر الصغير شكلا وطابعا جديدا من الإبداع والإرادة الإيجابية التى تستطيع نشرها وسط المجتمع لحثه على العمل والإبداع مثلها.

وبلغة الإشارة تحدثت فاطمة عن حبها للعمل وكيفية وصولها إلى هذه الدرجة من الإيجابية فيه، تقول، جئت جمعية "أمنية مصر" منذ 8 سنوات للبحث عن باب رزق جديد استطيع أن أساعد به أسرتى الصغيرة، تعلمت فى الجمعية الكثير من الأمور التى لم أكن أعرفها، فرغم تخرجى من مدرسة الأمل، لم أكن أعرف للقراءة والكتابة طريقًا، فهذه المدارس مهملة لدرجة أننا نتخرج منها اسم على شهادة فقط دون تغيير.

تعلمت الآن القراءة والكتابة، بالإضافة إلى بعض مواد التنمية البشرية التى تساعدنى على تحمل مصاعب الحياة اليومية، بدأت الجمعية تعلمنا بعض الأعمال اليدوية لتسويقها فى المحلات التجارية وإعطاء مبالغ البيع لنا كباب رزق غير مباشر لنا، فنحن لا نستطيع التعامل مع الجمهور لعدم خبرتهم بلغتنا "لغة الإشارة"، فكان لابد من وسيط يتحدث إليهم ويستمع إلى نقدهم لنحسن أداء العمل فيما بعد، قمت بعمل لوحات الديكوباج، وأعمال مختلفة من الجلود مثل الشنط، المحافظ، غطاء الموبايل، وتعملنا الحياكة لعمل إسدالات صلاة بشكل جديد.

وتواصل فاطمة حديثها قائلة، بعد تعلم مبادئ هذه الأعمال كان على كل منا وضع لمساته حتى يتميز بها ولنقدم أعمالا مختلفة للجمهور حتى يقبل على شرائها، فقمت بعمل تصميمات مختلفة مع بداية كل موسم.

ولأنى أشعر هنا بالحب والعاطفة والمشاعر الايجابية استطعت أن أقوم بعمل خاصة بى لاقى إقبال وحب للجماهير، حتى أصبحت الآن مشرفة على مجموعة من الفتيات داخل الجمعية، أعطيهم بعض المهارات التى اكتسبتها.

وفى النهاية توجه فاطمة كلمة للعالم وتقول،" أنا فتاة بسيطة لا أريد مناصب مهمة فى الدولة ولكن أريد بعض الاهتمام، فعندما توفرت لى قليل من الاهتمام استطعت أن أقدم لوطنى، أريد أن ينظر لنا الجميع على أننا منتجون ولسنا"عالة"، يمكننا مساعدة وطننا بنشر هذه الأعمال البسيطة التى يقبل عليها الأجانب خارج مصر عن طريق التصدير للخارج، مما يؤدى إلى رفع مستوى الصادرات لمصر".