هنا قاعة آفاق بمتحف محمود خليل.. درجتا سلم يصطحبانك للأسفل حيث تستقر لافتة تعلن عن اسم معرض "كلامنولوجي" قبل أن تسأل عن معنى الاسم ستجذبك أصوات موج البحر المختلطة بأصوات الإعلاميين المألوفة إلى الداخل لتجد نفسك تسبح فى بحر متضارب من الكلام وفيديوهات إبراهيم عيسى، وباسم يوسف، ومحمد مرسى، ومحمد حسان، وطابور طويل من وجوه الإعلاميين تهتز وتتداخل على خلفية عالم البحار والأسماك، بينما يكمل الموقف الأحواض الزجاجية الواقعة إمام كل شاشة وهى تحتوى أنواع حقيقية من الأسماك، لتقدم معرضى يمزج بين فنون الرسم، والفنون البصرية، وصناعة الأفلام، وفنون الفيديو، ليرسم واقعنا الذى نعيشه بوجهة نظر جديدة.
فى نهاية قاعه آفاق الضخمة حيث تتراص شاشات العرض الواحدة بجانب الأخرى لتجسد حرب الكلام التى تدور على شاشات التليفزيون المختلفة، فى موقعه الطبيعى بين عالم البحار يقف أحمد خالد المخرج والفنان التشكيلى الذى صمم المعرض ليشرح فكرته للقادمين قائلا "اسم المعرض هو كلامنولوجى، وهو يعنى ببساطة علم الكلام، وككل المعارض الفنية يمكن لأى شخص أن يفسره كيفما يشاء ولكن الفكرة الرئيسية كانت أن نعرض كيف يحاول الإعلام بكل صورة السيطرة على عقول البشر".
التليفزيون لم يكن العامل الوحيد فى كلامنولوجى، فالمعرض أضاف له ظواهر جديدة بدأت تسيطر على العقول مثل الفيس بوك، واليوتيوب ليدخلوا فى قلب عالم البحار المميز بالرؤية المهتزة والأصوات غير الواضحة، وسحره الذى يجذب الجميع لتجربة الدخول إليه والبقاء بجانبه مدة طويلة حتى لو كان يؤدى للغرق فى النهاية.
يشير أحمد إلى حوض زجاجى ضخم وبداخله حوض أصغر ويواصل الشرح "هنا الحوض الرئيسى للمعرض ومن خلفه الشاشة الرئيسية وبشكل ما هذا هو وضعنا الآن فى مصر فنحن كنا بداخل حوض زجاجى حاولنا الهروب منه، وعقب أن نجحنا فى الهروب وتخيلنا أننا حصلنا على الحرية اكتشفنا أننا بداخل حوض آخر أسوأ من الأول".
6 شهور من العمل هى الوقت الذى احتاجه أحمد للانتهاء من تصميم فكرته وتجميع هذه الأنواع المختلفة من الفنون فى معرض واحد يتحرك ويتكلم ويقول "هذا النوع من العروض يحتاج مجهودا كبيرا فى التحضير وتنفيذ كل وحدة عرض كما يحتاج لميزانية مالية كبيرة، وعلى عكس العروض التقليدية فهو لا يأتى بأرباح عالية مثل معارض الرسومات واللوحات التى يتم شراؤها فهنا نحن نتحدث عن معرض يقدم فكرة ومتعة للجمهور فقط ولذلك واجهتنا صعوبات ومجهود كبير فى التجهيز له".
على الرغم من أن وجوه الإعلاميين كانت هى صاحبة دور البطولة فى كلامنولوجى إلا أن الرئيس محمد مرسى، كان له ظهوره الواضح فى فيديوهات مربعه صغيرة تراصت أفقيا بداخل إحدى الشاشات الضخمة وتبدلت مع وجوه الإعلاميين ويشرح أحمد وجود الرئيس فى معرضه ويقول "أنا شايف الرئيس مرسى ظاهرة كلامية أكثر منه ظاهرة سياسية بتغير فى المجتمع، وهذا وضح فى حديثه الكثير الذى يزيد عن أفعاله ولذلك حجز موقعه البارز فى المعرض بنفسه".
تجربة إلقاء الريموت كنترول بجوار طاولة المنزل، والغوص فى بحر الكلام وعشرات القنوات، فى نفس الوقت دون أن تحتاج إلى التنقل بين الكلمات والحياة بين الأسماك التى يرانا أحمد نشبهها إن لم يكن فى الشكل ففى سجنها بداخل الأحواض الشفافة، هى تجربة يكفلها المعرض المجانى للجميع فى متحف محمود خليل الآن ويقول أحمد "المعرض لا يحاول تقديم الحلول بشكل واضح فهذا ليس دور الفن، ولكننا نعرض الواقع الذى نعيشه بشكل جديد ليعيشه الحاضرون ويفكرون فيه مثلما يحبون ثم يبدأ كل شخص فى وضع الحلول بنفسه، أو حتى أن يرى المعرض فى وجهه نظر أخرى نحن لم نطرحها المهم أن يأتوا ويعيشوا تجربة فنية تجمع بين عدد مختلف من الفنون".
باسم يوسف.. ومحمد مرسى.. وإبراهيم عيسى.. ممكن "يمكس" فى "كلامنولوجى"
الإثنين، 22 أبريل 2013 04:44 ص