رائحة شهية لم تعتاد استنشاقها عبر مطبخ منزلهم، جذبت أقدامها التى لم تكمل العام والنصف نحو شعله النيران التى اعتلت البوتاجاز، بفضول استغلت غياب الأم وحاولت الوصول إلى "الطاسة" الممتلئة بالزيت والأسماك لتسقط فوقها وتنتبه الأم على صرخة مازالت تاركة أثرها حتى الآن.
منة خميس تبلغ من العمر الآن خمسة أعوام.. هذه المغامرة الطفولية البسيطة أضافت إلى رأسها رأس أخرى جديدة فى الحجم حولت باقى سنوات عمرها إلى جحيم.. تسند إلى والدتها وهى تقول بكلمات طفولية "عايزة أرجع ذى باقى الناس برأس واحدة".
فتحية جاد الرب.. هى والدة منة بدأت قصتها عقب إصابة ابنتها بعام واحد حين ضرب المرض جسد زوجها أيضا لتتحمل هى مسئولية المنزل وحيدة، وتقضى ما يقارب الثلاثة أعوام بين الخدمة فى المنازل لتعول الأسرة، وتدفع قيمة دواء ابنتها الذى يتعدى الثلاثمائة جنيه، إلى جانب علاج زوجها تقول "أملى الوحيد فى الدنيا إنى أشوف بنتى ذى ما كانت".
قصه منة لم يكن السبب الوحيد فيها هى طاسة السمك التى التهمت حلمها الطفولى.. وإنما الإهمال فى المستشفيات الحكومية كان له دور البطولة فى أن تصل الطفلة إلى وضعها الحالى، تقول والدتها بقلب يحترق،" بعد الإصابة ذهبنا على الفور إلى مستشفى منشية البدرى والتى تعتبر الأقرب إلى منزلنا، وأجرى الدكاترة لها عملية ترقيع من الفخذ إلى الرأس المشوهة ولكنهم رفضوا إعطائنا الدواء، وعقب العملية إهمال شديد أدى إلى تفاقم الحالة عشرات المرات عن وضعها الطبيعى".
حلم منة ووالدتها الآن يقف أمام أبواب المدرسة الابتدائية التى يصعب على الطفلة دخولها بحالتها النفسية وشكلها الحالى.. حياة الطفلة أصبحت تتمركز أمام برامج التليفزيون التى تعرض حالات الأطفال الصغار من أمثالها، وتجمع لهم التبرعات على أمل أن تصبح واحدة منهم الآن.. على نغمات أغنية مطلوب زعيم تردد والدتها بشكل تلقائى دون أن تلقى بالا "مطلوب طبيب يكون قلبه سليما ورحيما يعالج منة"، تدمع عيونها وهى تقول "مش عايزة من الدنيا أكثر من كدة عشان أحس أنها بقت ذى باقى البنات وأنا وأبوها هندبر أحوالنا إن شاء الله".
الطفلة منة خميس
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
Hesham A
how can I help
عدد الردود 0
بواسطة:
عصام الاشرم
اللهم عافيها واشفيها
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد
اللهم اكتب لها الشفاء
عدد الردود 0
بواسطة:
وليد
الهم اشفها وعافها