عبد الرحمن يوسف

اللى تكسب به العب به!

الخميس، 18 أبريل 2013 12:03 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
من ضمن مبادئ السياسة التى أرساها الرئيس المخلوع محمد حسنى السيد مبارك مبدأ «اللى تكسب به العب به»، ولذلك نراه خلال سنوات حكمه الثلاثين لم يتورع عن استخدام كل شىء يطيل حكمه، مهما كان ذلك منحطا أخلاقيا، ومهما كانت عواقب استخدام هذا الشىء.

لذلك استخدم عصا الأمن الغليظة، وأصبح التعذيب والقتل فى السجون سمة من سمات عصره الأسود، فورَّط جهاز الشرطة فى مذابح وثأرات نعانى منها إلى اليوم برغم كل محاولات الصلح بين الشرطة والناس، وورط أجهزة الحكم المحلى فى تزوير عشرات الانتخابات، وورط كذلك الجهاز الإدارى للدولة، فأجبر ملايين الموظفين على أن يصوتوا فى الانتخابات بما تريده الدولة، وعلمهم الكسل والسرقة والرشوة واحتقار العمل وانتهاز الفرصة الحرام، وورط المؤسسة الدينية لتبرير كثير من تصرفاته، ولتجميل تعديلاته الدستورية وقراراته السياسية، ولتزيين علاقاته بأعداء مصر، وورط القضاة فى التنكيل بكثير من خصومه السياسيين، وحين امتنع بعض القضاة الشرفاء ورط المؤسسة العسكرية المحترمة، فأحال مدنيين للقضاء العسكرى وأقحم الجيش فى السياسة رغما عنه.

لقد استطاع الرئيس المخلوع أن يطبق مبدأ «اللى تكسب به العب به» تطبيقا لا مثيل له، ولا أظن أن الذى اخترع هذا المثل قادر على تطبيقه بمثل ما استطاع مبارك!

المؤسف أننا نلاحظ أن أهل الحكم اليوم يحاولون منافسة مبارك فى هذا الأمر، ويتضح ذلك مثلا فى أزمة إضراب عمال السكة الحديد الأسبوع الماضى.

حيث فوجئ السائقون باستدعاءات من القوات المسلحة تجبرهم على العمل رغم إضرابهم الذى كفله لهم الدستور.

وخلاصة الموضوع أنه قد صدر قانون منذ عشرات السنين يعطى الحق لرئيس الجمهورية بإعلان حالة التعبئة العامة فى البلاد فى حالات بعينها مثل نشوب حرب أو توتر فى العلاقات الدولية، أو حدوث كارثة طبيعية، كزلزال أو فيضان أو خلافه.

فى هذه الحالة يحق للسيد رئيس الجمهورية أن يسمح للقوات المسلحة باتخاذ بعض الإجراءات لإغاثة الناس.

هناك مشكلتان، المشكلة الأولى أنه لا توجد أى كارثة تستدعى ذلك، والمشكلة الثانية أن رئيس الجمهورية لم يصدر قرارا بالتعبئة العامة أصلا، وبالتالى يصبح الوضع الذى أمامنا «اللى تكسب به العب به»، ولتذهب الدولة والقوانين والعلاقات بين الجيش والأمة إلى الجحيم!

تقدم السيد الأستاذ خالد على ببلاغ للنائب العام بخصوص هذا الأمر، نتمنى أن يعتنى السيد النائب العام بهذا البلاغ مثلما يعتنى بالبلاغات التى يقدمها كل من هب ودب ضد كل من ينطق بكلمة أو لفظ فى برنامج تليفزيونى أو صحيفة!

من الذى اتخذ قرار توريط المؤسسة العسكرية فى نزاع صغير مثل هذا النزاع؟
لا ندرى!
عموما.. الأزمة انتهت بإلغاء تكليف السائقين، وعادوا للعمل، ولكن لا بد ألا يمر هذا الأمر بسهولة، لذلك نقول لأهل الحكم: اتقوا الله فى مصر، ولا تلجأوا لهذا الأسلوب الوضيع فى إدارة الدولة، لأنه أسلوب رجل خلعه الشعب من موقعه، فلا تقتدوا به لكى لا تلقوا نفس المصير.

لا تفسدوا علاقات الأمة بالقوات المسلحة، ولا تستبيحوا لأنفسكم اللعب بكل الكروت، لأن لهذا الأمر عواقب وخيمة.

عاشت مصر للمصريين وبالمصريين..








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 10

عدد الردود 0

بواسطة:

محمد

ممكن نعرف ما هو الصغير

عدد الردود 0

بواسطة:

amr

خدعنى عنوان الموضوع والمقدمة

عدد الردود 0

بواسطة:

زايد

النفخ فى قربة مقطوعة

عدد الردود 0

بواسطة:

مهندس محمود

ذلك كان ذكاء من مبارك يا أخ و الدليل أستمراره فى الحكم ! أما الغباء فهو من يقلده الأن

عدد الردود 0

بواسطة:

دكتور حسن حجاج

ولا يوم من أيامك يا مبارك ! كان هناك إقتصاد و أمن و عمل و غذاء و مرور و إحترام و دولة !

عدد الردود 0

بواسطة:

MOHAMED ALI TAHA ELABESE

الاحترام والقانون والاعلام

عدد الردود 0

بواسطة:

طبيب مصرى

قرار سيلم جدا

عدد الردود 0

بواسطة:

مواطن مصري

اسفين يا مبارك

عدد الردود 0

بواسطة:

عبودة

عد يا بني إلى قطر

عدد الردود 0

بواسطة:

م/ موسى عامر

منطق عجيب

مقالك هذا غير موفق على الإطلاق..!!

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة