بخطوات سريعة عبرا الصينية فى اتجاه البقعة التى اختيرت لتعليق لافتاتهم التى توسطتها عبارة "تعالى أتصور ببلاش"، أنزلا الحقائب الضخمة التى حملاها خلال رحلة الوصول إلى منتصف الميدان، وبدأت أيديهما فى تركيب القطع الصغيرة للحوامل السوداء وعواكس الإضاءة والعدسات التى ثبتوها بعناية فى كاميراتهم التى حولت البقعة الصغيرة إلى استوديو تصوير فى الشارع، بين العاكسين ونقطة الضوء الساطعة استقرت الطاولة الصغيرة بما فوقها من معدات وقفوا بجانبها فى انتظار الأسئلة التى لم تمهلهما وقتاً للتفكير، "إيه ده؟.. إنتو بتعملوا إيه؟ هتصوروا مين" وغيرها من الأسئلة وعلامات التعجب التى أحاطت بهما فى محاولة لمعرفة سر الاستوديو الصغير الذى نصبه كل من "صاموئيل ضياء، ورضا محمود" لتصوير المارة فى الشارع.
"2D2" هو اسم الاستوديو المتنقل الذى حمله الصديقان العاشقان للتصوير، بين الشوارع والميادين والتجمعات الثقافية التى انتقلوا بينها بكاميراتهم لتغيير ثقافة الشارع فى مواجهة الصورة، حاملين معداتهم فى الشوارع الكبرى والملتقيات الفنية أعلنوا عن فرصة التصوير المجانية لكل من يرغب فى الحصول على صور حية حملت الكثير من التعبيرات العفوية وليدة اللحظات التى جمعوها فى ألبوم ضخم ظهرت فوقه صور المارة الذين وافقوا على خوض تجربة تحدى الخوف من العدسات، وتركوا لفريق"2D2" فرصة إصلاح علاقة الكاميرا بالشارع المصرى بفكرة جديدة و"من غير ولا مليم".
من بين زحام الطوابير التى تجمعت حول الاستوديو الصغير فى منتصف "ميدان عابدين"، التفت "صاموئيل" حاملاً الكاميرا بين من وقفوا لانتظار دورهم فى الحصول على "صورة على الماشى" قائلاً: عايزين نغير مفهوم الناس عن التصوير ونعرفهم أن الكاميرا صديق مش عدو".
عن الهدف الأساسى لإطلاق فكرة الاستوديو المحمول تحدث "صاموئيل" الذى قرر النزول إلى الشارع لممارسة التصوير بحرية، واستبدال الصور الصامتة ذات التعبيرات الصماء بغيرها من الصور الناطقة بتعبيرات تملؤها الحياة.
وعن فكرة الاستوديو المتنقل يشرح "صاموئيل": الفكرة بدأت من بعد الثورة، بعد تجربة التصوير فى ميدان التحرير، وما لاحظناه من حالة الخوف والرفض للكاميرا، وتجنب التصوير، وهو ما شجعنا على النزول والاحتكاك بالناس فى الشوارع والميادين العامة والملتقيات الثقافية والفنية المفتوحة التى نقف فيها لعرض الفكرة وترك حرية الاختيار لمن يود خوض تجربة التصوير بدون مقابل.
يكمل صاموئيل: الفكرة منقسمة لمرحلتين المرحلة الأولى هى نصب الاستوديو وفتح باب التصوير للجميع، ثم تسجيل أسمائهم وعناوينهم وبريدهم الإليكترونى فى دفتر لإرسال الصور بعد الانتهاء من إعدادها، أما المرحلة الثانية فهى اللوحة الضخمة التى نجمع فوقها أكثر من 100 صورة لوجوه تحمل تعبيرات متنوعة لا يربطها سوى الابتسامة والضحكة الرايقة فى معظم الأوقات، ثم نقوم بعرض هذه اللوحة بعد جلسة التصوير بفترة فى ميدان آخر، أو شارع أو ملتقى فنى يجمع الكثير من الوجوه المختلفة، التى نحاول جذبها للفكرة، التى نحاول من خلالها التعرف على وجوه جديدة وتغيير مفهوم الناس عن التصوير الذى نعشقه، ليس عليهم سوى الموافقة على الوقوف أمام الخلفية البيضاء وإظهار ما بداخلهم بحرية "والباقى علينا".
إحنا علينا الكاميرا وأنتو عليكو الضحكة..
"صاموئيل ورضا" عملوا الاستوديو فى الشارع.. وأنت عليك تضحك
الإثنين، 15 أبريل 2013 04:20 ص
صمائويل ورضا غيرا مفهوم الناس عن التصوير
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
arab
ذكاء
عدد الردود 0
بواسطة:
mo7amed
ملحوظه