ساق صناعية لم توقفه عن القفز عالياً..

"شريف"عاش حياته بساق صناعية دفعته لمشروع "حياة لذوى القدرات الخاصة"

الإثنين، 15 أبريل 2013 01:33 ص
"شريف"عاش حياته بساق صناعية دفعته لمشروع "حياة لذوى القدرات الخاصة" شريف شاهين
كتبت إيناس الشيخ

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
على حافة فراشه جلس استعداداً لنهار جديد من التحدى، ألقى بنظرة سريعة على ساقيه متحسساً الشرائط التى أحكم إغلاقها، قبل أن يتوجه لعمله بابتسامة لازمت ملامح وجهه ونظرات أمل لم تفارق عينيه، لم تعد الأسئلة التى تستفسر بنبرة مزعجة عن سر مشيته البطيئة تضايقه، ولم توقفه النظرات الممزوجة بدهشة اعتادها عن التقدم فى حياته بنجاح على الرغم من صعوبة التقدم بساقيه الذين فقد أحدهما قبل أن يكمل العامين، تعود على تحسسها قبل خروجه لتلقى الأسئلة والنظرات بابتسامة كافية لإنهاء الحديث، لم يشعر يوماً بالاختلاف عن غيره فالحياة بالنسبة له مجموعة من الحواجز التى عليه اجتيازها بساق صناعية لم تقف يوماً فى طريقه الذى قرر استكماله بتغيير نظرة المجتمع لذوى "القدرات الخاصة" بمشروع الأطراف الصناعية الذى أطلقه لمساعدة من ألصقت بهم الظروف ضيفاً جديداً بأقفال محكمة.

"شريف شاهين" مهندس برمجيات شاب، قضى سنوات عمره بساق صناعية تحولت بعد سنوات إلى جزء من حياته، ودفعته للتفكير فى مشروع لتغيير نظرة المجتمع التى عانى منها لأصحاب الأطراف الصناعية الذين غالباً ما تتركهم الحوادث فريسة لشركات "الأجهزة التعويضية" التى لا تسعى سوى لربح غالباً لا يستطيع ضحايا هذه الحوادث إلى تحمل تكاليفه، وهو المشروع الذى درس جوانبه قبل أن يفتتح أول مركز متكامل للأطراف الصناعية والأجهزة التعويضية بمدينة المنصورة، فى المشروع الذى أطلق عليه "حياة لذوى الاحتياجات الخاصة"، متحدياً سوق الأطراف الصناعية فى مصر الذى وصفه "بسوق للفلوس فقط".

"هدفى أغير ثقافة المجتمع عن أصحاب الأطراف الصناعية" هكذا بدأ "شريف" حديثه لليوم السابع عن فكرة مشروعه الذى أطلقه لتغيير نظرة المجتمع لمستخدمى الأطراف الصناعية، ومساعدة أصحاب هذه الأطراف على التأقلم مع الأطراف الصناعية.

ويقول "شريف"، فكرت فى مشروع "حياة لذوى الاحتياجات الخاصة" منذ أن بدأت معاناتى من نظرات المجتمع المتسائلة عن الساق الصناعية التى عشت بها منذ طفولتى، وطالما تهربت من سؤال "أنت ماشى كده ليه"، وخاصة بعد أن درست جوانب المشروع وحاولت تعلم استخدام الأطراف الصناعية، وما شجعنى هو جشع أصحاب شركات الأطراف والأجهزة التعويضية فى استغلال ضحايا الحوادث واستنزاف أموالهم دون النظر لما يعانونه من تداعيات صحية ونفسية.

يكمل "شريف"، فكرتى هى توفير الأطراف الصناعية الملائمة حسب حالة كل شخص، بالإضافة إلى تدريبه على استخدامه، وتأهيله نفسياً لاستكمال حياته بصحبة الطرف الصناعى، فالمركز هدفه استقبال الشخص، ثم إخضاعه لتأهيل نفسى والخروج به من نطاق اليأس والإحساس بالعجز، وتطوير استخدام الأطراف الصناعية التى تسمح بلعب الرياضة والسباحة وقيادة السيارات، وإقناع صاحبها أن حياته لم تنتهى بعد.

لم تتوقف مبادرة "شريف" عند بيع الأطراف الصناعية فقط، بل تجاوزت فكرته المشروع التجارى، واهتمت بحياة صاحب الطرف الصناعى من كل الجوانب بداية من العلاج والتأهيل النفسى، إلى مرحلة المجموعات العلاجية التى يجمع فيها أصحاب الأطراف الصناعية للحديث عن حالاتهم وتجارب حياتهم ومواجهتهم للمجتمع.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة