حتى الفصال وصل للبان ..

على فرشة عم ياسر "الفصال ممنوع" على الشيكولاته واللبان

السبت، 13 أبريل 2013 02:30 ص
على فرشة عم ياسر "الفصال ممنوع" على الشيكولاته واللبان فرشة عم ياسر
كتبت دعاء حسام الدين

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
بخطوات بطيئة اتجه نحو طاولته الخشبية التى استقرت تحت كوبرى "عبد المنعم رياض" على بعد خطوات من صيحات السائقين بحثاً عن زبون من بين زحام الموقف، بملابسه الرثة وكاسكيتته التى تعود بمظهره لزمن لا ينتمى له عالمه البسيط، يقف يومياً خلف الفرشة التى رص عليها ما استطاع توفيره من "شيكولاته" لا تحمل "ماركة" معروفة، وعلب من اللبان، وغيرها من البضائع البسيطة التى قد يلتقطها المارة فى زحام رحلاتهم اليومية التى لم تغب عنها أحدث أنواع "الفصال" بين الزبائن والمناقشات الحادة للمارة التى تنتهى غالباً بتخفيض "ربع جنيه" من سعر "باكو اللبان".

تحرك نحو الفرشة ليحاسب الزبائن على قلم أو ممحاة، عبوة بسكويت أو علبة علكة "لبان" "هنا لقمة أكل عيش" هكذا بدأ عم ياسر حديثه مع أحد الزبائن الذى حاول الفصال على قيمة الحلوى التى كان يشتريها.

أكمل حديثه وهو يترقب بعينيه بضاعته البسيطة الممتدة أمامه فى حالة من الحسرة تارة والأسى تارة أخرى فى انتظار راكب قد يمر ليطالع بضائع عم ياسر.

"الحالة بقت صعبة قوى من يوم الثورة، وده مكان أكل عيشنا ما نقدرش نسيبه، حتى لو فى ضرب نار حى أو غاز إحنا ما ينفعش نتحرك من هنا"، ثم اتبع حديثه الموقف لسيارات السيرفيس الخاصة والتى تعمل على العديد من الخطوط سواء كان مدينة نصر أو الجيزة وأكتوبر ولهذا يتوافد على الموقف مئات بل آلاف الركاب لاستقلال المواصلات يوميا، "ودول طبعا الزباين اللى بنلقط رزقنا منهم".

عاش ياسر ورفاقه أصحاب الفرشات التى تحيط به كل الأحداث التى مر بها الميدان بداية بالثورة، أحداث ماسبيرو وطلق الرصاص الحى، مع الغاز المسيل للدموع الذى تعامل معه عم ياسر بالوسائل البدائية عن طريق زجاجة المياه الغازية "وإزازة الخل اللى دايما كل واحد فينا حاططتهم جمبه".

ويروى أنه عندما قام باختيار الحكومة الحالية والرئيس الحالى كان من منطلق اقتناع تام وقراءة "على قدى يعنى حتى إننا قلنا الإخوان ناس مسلمة وصالحة هتوزع علينا فلوس" .
ويقول ياسر بنبرة خفيضة، على قدر صعوبة الحالة المادية والاقتصادية إلا أن المواطن المصرى اعتاد الفصال فى كل البضائع، ولا يفرق بين السلعة القابلة للفصال وأخرى من ضألة قيمتها لا تحتمل الفصال، "ولكن المواطن كان معذورا ما هى الحالة صعبة علينا وعليهم".





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة