ملأ الجراب بالألعاب السحرية إلى جانب أراجوز الوالد الذى يحمله منذ سنوات ليحافظ على مهنة أجداده، فى سعادة ارتدى ملابسه البسيطة أن وصله طلب طالما انتظره لتقديم عروضه السحرية فى مهرجان شبابى، حشر نفسه وأدواته فى ميكروباص وانزوى يراجع الألعاب باهتمام حتى وصل للميدان الممتلئ وأغمض عينيه مطلقا ألعاب "الجلا جلا".. يدور بأيديه ويخرج السكاكين والعصيان التى تتحكم فى بعضها عن بعد ويلعب الأراجوز بينما يشعر بالتفاف الناس من حوله ويستمع لأصوات التصفيق والإعجاب.. ساعة كاملة قبل أن يفرغ جرابه من الألعاب ويفتح عيونه قبل أن ينحنى للجماهير ليفاجأ بنفسه وحيدا ويتأكد أن زمن الحاوى والأراجوز لم يعد له وجود.
عم عدويه لم يعد يهتم بالوقوف خلف الأخشاب المخصصة للأراجوز، أو حتى وجود مسرح لتقديم أعمالة السحرية مثلما كان الحال منذ سنوات وقت أن كان للمهنة "شنه ورنة"، ويكتفى الآن بشنطة ألعابة ليخفى خلفها يديه بينما يلعب بأراجوزه، ويقدم عشرات الحواديت.. أو أى مكان يطلبه ليقف على قطعة أرض ويقدم ألعابه السحرية التى لا يعرف مهنة غيرها.
الرجل صاحب الخمسة وأربعين عاما مازال متمسكا ببقاء مهنته على قيد الحياة، ويلقى بلوم ابتعادها عن الأضواء على مزاج الناس "العكر" ويقول "أزاى الأراجوز والساحر يموتوا؟.. مش ممكن طول ما فى ناس عندها خيال هيفضلوا موجودين المشكلة أن مفيش حاجة بقت تقدر تفرح الناس وتسعدهم بسبب ظروف الحياة والضغوط لكن شوية وكلها هتتعدل ونرجع نفرح الناس ذى زمان".
عم عدويه بدأ قصه الحاوى فى حوارى بولاق أبو العلا العتيقة حيث قضى سنوات عمره كاملة.. توارث الألعاب والخدع من جدوده وطورها على مدار سنوات وشكلت عشقه الوحيد قبل أن تبدأ علامات المرض فى الظهور على والده ليقرر حمل أراجوزه فى نفس شنطة الحاوى خوفا على المهنة من الضياع.
مهارات خاصة تحتاجها لتصبح حاويا أو أراجوزا.. يؤكد عم عدوية هذا بلغة واثقة وهو يقول "لازم اللى يشتغل يكون عنده خيال وعنده ثقة فى نفسه.. وذهنه حاضر ويكون عنده قبول، يعنى ممكن تكون شاطر بس الناس ما تحبكش، أو مهارتك متوسطة والناس تحبك، وده بيرجع للقبول ولأنك شربت الشغلانه صح من صغرك".
يضع عم عدوية الحديدة التى يطلق عليها "الأمانة" أعلى فمه ليصدر صوت الأراجوز ويقول وصية صغيره يرى أنها تحمل حلولا لمشاكل الشعب المصرى ليعود ويستمتع بالأراجوز وفنه ويقول "رجعوا الضمير بينكم وخلوا قلبكم على بعض وهتلاقوا كل حاجة أجمل من زمان".
عم عدوية
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة