بخطوات متثاقلة نهضت حاملة كشكول صغير أحتضن طفولة الصف الثانى الابتدائى، ممرات متعرجة اعتادت اللعب فيها حافية بطفولة طاغية لا تعرف للهم طعماً، قطعتها متقافزة إلى المنزل المجاور الذى تجتمع فيه زميلات فصلها فى درس"العربى"، لم تميز أصوات ضحكاتهم التى اعتادت سماعها بمجرد اقترابها من الباب، عقلها الصغير لم يدرك سر هدوء المكان ولا الشخص الغريب الذى دعاها لبعض الحلوى، لم تفهم علاقة الحلوى بتجريدها من ملابسها، أو دموعها الممزوجة برعب واضح قبل أن تودع الحياة بصرخات عالية وعيون غير فاهمة لما يحدث، العودة للمنزل والنوم فى سريرها هادئة هو ما جال بخاطرها فى اللحظة التى لم تدرك سنواتها الثمانى أنها اللحظة الأخير قبل أن تستقر صورتها على صفحات الجرائد كضحية جديدة لجريمة بشعة فى قرية خالية من قسم شرطة وزمن لا يعرف معنى الطفولة.
قصة الطفلة "إيمان عزت مصطفى" التى راحت ضحية جريمة بشعة بقرية الألج مركز الخانكة بمحافظة القليوبية الشهر الماضى، ليست هى القصة الأولى من نوعها فى القرية الخالية من قسم شرطة أو دورية حراسة أو حتى عسكرى مرور، حكاية القرية بدأت قبل إضراب الشرطة الحالى بشهور طويلة لم تعتاد خلالها القرية على الإبلاغ عن جرائم القتل والاغتصاب التى تحولت إلى أخبار عادية يسمعها الأهالى يومياً، مشهد بيع المخدرات على نواصى الطريق هو المشهد المعتاد الذى لا يجب أن يعترض عليه أحد، الحادثة الأخيرة لطفلة الثمانى سنوات أو طفلة"الخانكة" كما أطلق عليها الإعلام كانت هى نقطة الانفجار التى دفعت مجموعة من شباب القرية لبناء"كمين شرطة" على نفقتهم الخاصة، ليستقر على أطراف القرية فى محاولة لتطهير قريتهم التى تحولت إلى مستنقع مظلم خارج حدود الدنيا.
"ما عندناش قسم ولا نقطة ولا عربية دورية ولا حتى عسكرى مرور وكل يوم نصحى على حادثة أبشع من اللى قبلها" هكذا بدأ"محمد جمال" واحد من شباب"الألج من أجل التغيير" أصحاب مبادرة "الكمين" حديثه لـ"اليوم السابع" عن فكرة بناء "كمين"، شركة ثابت على أطراف القرية بعد انتشار حوادث القتل والسرقة والاغتصاب التى مرت معظمها دون تدخل من الشرطة التى غابت تماماً عن القرية..
ويقول "محمد" بعد حادثة الطفلة "إيمان" لم يعد من الممكن السكوت على حال القرية التى تحولت إلى مستنقع للمخدرات والجريمة، وهو ما دفعنا للتوجه إلى مديرية الأمن ولقاء مأمور مركز الخانكة، واللواء "عرفة عمارة" مساعدة مدير الأمن، لعرض فكرة بناء "كمين" على أطراف القرية.
"ما عندناش إمكانيات نبنى كمين، وما عندناش قوة كافية" كان هو رد اللواء على فكرة الشباب الذين اتفقوا على بناء الكمين على نفقتهم الخاصة، وتركوا للمديرية مهمة تعزيزه بقوات من الأمن بعد الانتهاء من البناء.
"مش هنستنى حادثة تانية عشان نلحقها" بلسان معظم الأهالى تحدث محمد الذى انشغل مع باقى شباب القرية بحمل الطوب والرمل لبناء الكمين الذى انتهى العمل به تقريباً انتظارا قوة من الشرطة لإنقاذ قريتهم الصغيرة.
غرفة للضابط، واستراحة للعساكر، هى تفاصيل المبنى الصغير الذى انتهى من بنائه أهل قرية "الألج" فى مبادرة لإنهاء حياة الغابة داخل القرية التى تسوء حالتها يوماً بعد يوم،"هما عليهم العساكر والضباط وإحنا علينا المكان" بجدية يتحدث "محمد" عن الكمين الذى يستعد أهل القرية لافتتاحه وتسليمه لمديرية الأمن قريباً فى انتظار "أى ظابط ينقذ ما يمكن إنقاذه".
هما عليهم "الضباط" وإحنا علينا "الكمين"..
"كمين" دليفرى من شباب "الألج" بمركز الخانكة لإنقاذ قريتهم من الجريمة
السبت، 09 مارس 2013 12:13 م
الكمين أثناء بنائه
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
sayed
هى دى مصر النقية
عدد الردود 0
بواسطة:
fatma
الله يحفظك يامصر ويحفظ شبابك
عدد الردود 0
بواسطة:
kamal mohamed kamal abdel wahab
cairo
الله يرحمك يامصر ويرحم الجميع
عدد الردود 0
بواسطة:
mahmoud
قلج يا بني ادمين
الله ينور يا شابا ( بكره افضل ) ان شا ء الله
عدد الردود 0
بواسطة:
mahmoud
انا من القلج وافتخر
ربنا يحفظ بلدنا مصر ويحفظ شبابها