بتردد تنقلت عيناها بين العلب المغلفة بطبقة زرقاء توزعت داخلها أطقم متداخلة من الذهب المشغول، استوقفتها إسورة بسيطة اشتبكت مع خاتم حمل النقشة ذاتها، فى راحة يديها وضعت الطقم الصغير الذى لم تشعر له بسمك يذكر قبل أن تهتف على مضض "هاخد ده"، نظرات غلفها الموقف خجلاً هى ما أحاطت بها داخل المحل الأشهر فى الصاغة التى تجولت بين ممراتها بحثاً عن شبكة لا يتجاوز سعرها الـ5 آلاف جنيه، قبل أن ترتسم على شفتيها ابتسامة مرتعشة أعلنت بها استسلامها للأمر الواقع وذهبت بأحلامها عن "شبكة الأحلام" بعيداً عن العلبة الزرقاء ذات الأطقم المتشابهة من الشبكة ذات السعر الواحد التى وضعها أصحاب محلات الذهب تحت لافتة "بـ5ونص" فى صف واحد داخل فاترينات أفقدها سعر الجرام طلة زبون زمان أبوجيب عمران.
"الشبكة أم 5 ونص، أو الشبكة الموحدة" كما أطلق عليها أصحاب محلات الصاغة، هى أحدث تقاليع محلات الذهب فى محاولات اللحاق بارتفاع سعر الجرام الذى يرتفع بسرعة لا تسمح للعرسان باللحاق به، "الحالة بقت ضنك مين يقدر يشترى شبكة عليها القيمة اليومين دول" هكذا تحدث "خالد أنور" من داخل محل "القصبجى" المحل الأشهر بالصاغة التى اختفى الزبائن من ممراتها المتداخلة معلنين عن عدم قدرتهم على الشراء، مط شفتيه للأمام معبراً عن حالة الصاغة التى لم تعد "تسر لا عدوا ولا حبيبا" واستعد لسرد قصص العرسان أصحاب "المنيمام" فى شراء شبكة الأحلام التى اختزلتها الظروف فى إسورة وخاتم لا يتجاوز وزنهم على الميزان الـ5 آلاف جنيه التى تحولت إلى تسعيرة موحدة لشبكة "الزمن الأغبر" على حد تعبير "خالد" صاحب الخبرة فى سوق الذهب.
"الطقم معروف أسورة وخاتم المهم وزنهم ما يتقلش على الميزان عشان ما يتقلش على جيب العريس" يكمل "خالد" حديثه عن تقاليع الشبكة ذات التسعيرة قائلاً: الورش بقت بتعمل حسابها إن الناس معهاش فلوس عشان كده طلعت الشبكة الموحدة.
نظرات العريس المتوسلة بدون كلمات، حفظها "خالد" من عيون الزبون الذى يدخل المحل معلناً عن مقدرته فى شراء شبكة بسيطة، وهى النظرات التى تدفعه إلى العلبة "إياها" التى رص فيها الأطقم "أم 5 و5 ونص"، خبرته فى البيع والشراء ومعرفة أذواق الزبائن تضع ما بداخل العروس من مشاعر حسرة أمامه بشكل واضح، محدثاً نفسه "مهو العين بصيرة والأيد قصيرة".
"زمان كان الحال غير الحال، كان الزبون بيدخل ينقى طقم على بعضه، والزغاريد تملى المحل، دلو قتى اللى بيقدر على حاجة بيعملها، وبكرة يلغوا الشبكة خالص" بسخرية يتحدث "خالد" عن تغير حال السوق بعد ارتفاع جرام الذهب إلى 315 جنيها للجرام الواحد، بعد أن اختلفت أشكال المعروضات وفقاً للحال، ملتفتاً إلى واحدة من الزبائن التى أصرت على الفصال على سعر الدبلة، "حتى الذهب بقى فى فصال" باستهزاء ممزوج بالدهشة يوصف خالد سوق الذهب الذى اقتحمه الفصال بعد أن كانت "الـ1000 جنيه تجيب شبكة" قبل أن يتحول سوق الذهب إلى ما يشبه "سوق الكانتو" ترتفع به لافتات السعر الموحد "بـ5ونص" لعرسان الجيب الخفيف والشبكة "الكسر".
الشبكة بـ5ونص.. أوزن وتعالى بص..
إسورة وخاتم والفرحة فى القلب يا عروسة
السبت، 09 مارس 2013 02:27 ص
شبكة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة