د. رضا عبد السلام

أين الحكمة يا حكومة الدمار!!

الجمعة، 08 مارس 2013 11:09 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
يوماً بعد يوم يتأكد للجميع الفشل الذريع لحكومة ونظام جماعة الإخوان المسلمين. ما من يوم يمر إلا وتقع كارثة من صنع هذا النظام الواهن والمدمر لما بقى من بقايا مصر! ويا ليتها كانت أحداث قدرية من فعل الطبيعة كالزلازل أو البراكين. لن أتحدث عن مصداقية مؤسسة الرئاسة وفشلها المتكرر فى إقناع الشارع، الذى بدأ ينفض يديه منها، ولكنى أتحدث عن الحكومة الخارقة التى تدير البلاد، والتى أصر السيد الرئيس على الإبقاء عليها رغم توالى أخطائها القاتلة.

ففى خلال يومين، خسر سوق الأسهم المصرى حوالى 12.5 مليار جنيه!!! وكأننا غارقون فى النعيم ونلعب بالفلوس، ليس لشىء ولكن بسبب الحكمة والفطنة والذكاء المفرط الذى يتمتع به القائمون على شئون مصرنا!! لم يدرك هؤلاء الأذكياء أن مجرد إصدار قرار منع آل ساويرس من السفر سيرسل برسائل فى غاية السلبية لكافة المعنيين بالسوق المصرى. فبمجرد جرة قلم من "مسئول غير مسئول" خسرت مصر ما يلى:
1. الخسائر المباشرة المقدرة بأكثر من 12 مليار جنيه فى سوق الأسهم كما ذكرت.
2. اضطرار الشركة لتعليق أنشطتها، وبالتالى إدخال المئات إلى طابور العاطلين، ولك أن تتخيل التبعات!!
3. توقف فى أنشطة كافة الشركات والمؤسسات المغذية لمجموعة أوراسكوم، وبالتالى خسائر بالملايين، وإضافة المزيد من المئات وربما الآلاف إلى طابور العاطلين.
4. المزيد من الضغط على مؤشراتنا الاقتصادية التى تعانى بالفعل مثل التضخم والجنيه والدولار...إلخ!!
5. الأهم من كل ما سبق، إرسال رسائل فى غاية السلبية لباقى المستثمرين المصريين، بأن دورهم قادم، مصر تذخر بالآلاف من رجال الأعمال الشرفاء، ولكن فى مثل هذا الجو الغائم، لا يمكن لمستثمر أن يكون على يقين تام بأنه بمنأى عن الأيادى الملوثة، ولهذا آثر أغلبهم السلامة وبادروا بالتخلص من مشروعاتهم، إيماناً منهم بالمثل المصرى القائل "المكسب القريب أفضل من الخسارة البعيدة"!!
6. أيضاً، علينا ألا نتوقع قدوم المستثمرين الأجانب فى وقت يفر فيه المستثمرين المصريين من السوق!

مؤكد أن خبراء شركة أوراسكوم ليسوا أغبياء حتى يوقعوا الشركة فى هذا الفخ، وأن الشركة ستقاضى الحكومة على خطئها وتشهيرها بالشركة وبالتالى تكون خسارتنا كشعب خسارة مزدوجة على أيدى جهابذة ورجال الدكتور مرسي، خسارة المساهمين البسطاء وخسارة أموالنا التى ستدفع كتعويض عما أصاب الشركة من ضرر، وكل هذا من دماء المصريين لا غير!!

عندما يتولى طبيب أمراض جلدية منصب المتحدث بلسان مؤسسة الرئاسة، وعندما يوكل أمر رئاسة حكومة فى دولة تعانى شبح الانهيار الاقتصادى لمهندس رى، وعندما يقال طبيب الأمراض الجلدية من منصب المتحدث باسم الرئيس ويعين فى منصب رئيس مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار!! وعندما يتم تستيف رجال جماعة الإخوان فى مختلف المناصب، بغض النظر عن معايير الجدارة والكفاءة، عليك أن تتوقع المزيد من التخبط والانهيارات. طالما أن النظام يواصل تقديم أهل الثقة على أهل الكفاءة عليك أن تتوقع نهاية وشيكة لهذا النظام.

إذاً، ما أستطيع قوله، أن المولى عز وجل قد مَنَ علينا بالسيد الرئيس وبهذه الحكومة "الجبارة"، لكى يخلصنا سريعاً من هذا النظام الصاروخى. ما كنت أتمنى هذه النهاية السريعة والمؤسفة، لتنظيم جاهد على مدى أكثر من ثمانية عقود ليصل إلى السلطة. وعندما وضعت دولة بحجم مصر بين يديه لم يحسن إدارتها، وبدلا من أن يفكر فى بنائها مع باقى أطياف الشعب آثر ترسيخ دعائمه، اعتقاداً منه بأنه بهذه الطريقة سيحكم سيطرته على البلاد والعباد.

مؤكد أن بعض قصيرى النظر والمشوشين وربما المغرر بهم سيعتقد بأننى شامتاً. حاشا لله أن أكون كذلك، فقد عاهدت نفسى منذ أن عرفت طريق الكتابة على أن أقول مالى وما على غير عابئ بردود الأفعال طالما أخلصت النية لوجهه سبحانه وتعالى. والآن، وكما قلتها لنظام مبارك عام 2003 بأن تجربتكم قد فشلت، فهنا أقولها وبقلب مطمئن للنظام القائم، وبملء فيهى "بأن فشلكم كان سريعاً وذريعاً، وأن عليكم أن تقروا بالخطأ فى حق مصر وشعبها وأن تسلموا الراية بسلام".

أعلم علم اليقين بأن خروج الإخوان بشكل مفاجئ وسريع من السلطة ليس بالأمر الهين "ولن يكون كذلك"، لأنهم على يقين تام بأن خروجهم هذه المرة لا يعنى سوى شىء واحد، ألا وهو النهاية، حيث دفن المشروع الإخوانى، ليصبح فى ذمة التاريخ، ولن تقوم للإخوان بعد ذلك قائمة، ببساطة لأن التاريخ لن يجود عليهم بمثل هذه الفرصة الثمينة، وهذا التعاطف الذى طوقهم فى صدر أشهر الثورة!!

يا سادة مصر ليست حقل تجارب. نعم أعطاكم الشعب الفرصة وها قد ضيعتموها، فكفاكم أنانية وصلفاً وكبرياء وخوضاً فى الباطل. لن أنسى الدور المعوِق للمعارضة، حتى لا يبادر أحد بالحديث عن أن الفشل سببه المعارضة، فأنتم على كرسى السلطة، وكان بمقدوركم الصبر ولم الشمل واحتواء الآخرين، ولكن أعتقد أن ثقافتكم وتكوينكم التاريخى لا يسمح بهذا، ولهذا فشلتم وذهبت ريحكم.

لذا، أدعوكم، وبقلب صافٍ لأن تخرجوا أو تتخارجوا بسلام، هذا إذا كان هناك دم مصرى يجرى فى عروقكم، وإذا بقى لديكم حرص وخوف على أمة وشعب، عانى الكثير على أيديكم وأيدى أسلافكم. كفانا مهاترات سياسية واقتصادية، لأن مصر لم تعد تتحمل المزيد من المهاترات والتجارب. اللهم هل بلغت اللهم فاشهد.









مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة