من درج صغير فى دولاب الملابس أزاح العديد من الكراكيب ليخرج شهادته، نفض من فوقها الأتربة وفتحها فى سعادة، لم يعرف يوما سبب اهتمام والديه أن يصبح من الأوائل فى دولة لا تهتم سوى بلاعبين الكرة، ولكنه دائما ما حرص على تلبية طلبهم، تأمل درجاته بينما ينفرج وجهه بابتسامة للدرجات ولمرتبه الشرف التى وجد أخيرا استخدام لها غير "قلش" الأصدقاء على أسمها، بسعادة أخبر الجميع، أصبحت مدرس مادة أنا وكل الأوائل، الراتب 750 جنيهًا بالكاد سيغطى مصاريف العمل، ولكننى سأعود إلى الجامعة كمدرس، يكفى التقدير الأدبى، على الأقل أفضل من لا شىء.
فرحة رامى مصطفى صاحب الـ 31 عامًا والذى كان الخامس على دفعة كليته مع مرتبه الشرف، والعشرات معه من أوائل الجامعات المصرية الذين استفادوا من مبادرة رئيس الوزراء الأسبق، الدكتور عصام شرف، بتعيين أوائل خريجى الجامعات المصرية فى جامعاتهم، لم تستمر طويلا، مصطفى عقب سنوات من التنقل بين أعمال لا تناسبه أخيرا عاد كمدرس مادة إلى كلية التربية الموسيقية التى تخرج منها، لا يملك الكثير من الحقوق، فقط راتبه 750 جنيهًا ويقوم بنفس أعمال المعيدين والأساتذة، ولكن التواجد وسط عالم الموسيقى، ومكانته فى الجامعة كانت تكفيه هو والعشرات مثله، قبل أن يصدر قرارا مؤخرا بإحالتهم إلى"أخصائيين جامعات" وسحب كل حقوقهم فى التدريس مع توزيعهم على جامعات متفرقة.
أحلامهم علقوها بالكامل على أرفف الكتب والجامعة، استلموا أعمالهم على الفور فى 20 فبراير 2012، يحكى بغصة فوق لسانه "كلمه الأوائل أخيرا حسينا أن ليها لازمه فى البلد" بجانب البيانو الذى لا يفارقه يوصف رامى كيف استمر الحال حتى بداية العام الجديد، وكيف أطلق رئيس الحكومة مبادرة فتفاعل معها الجميع على الفور ثم ذهب لينتهى كل شىء، ويقول "بقيت أخصائى جامعة، وفى كلية ثانيه بخلاف التربية الموسيقية، يعنى كل مستقبلى فى أنى أعمل حاجة فى المجال إللى أتميزت فيه وكنت من الأوائل فيه أتدمر أنا وكل اللى زيى".
رامى حمل على لسنه مجموعة من التساؤلات بالنيابة عن زملائه يوجها للمسئولين الآن عن إدارة شئون بلاده، وهو يرفض العودة بأحلامه إلى جانب الشهادات التى حبست فى الأدراج سنوات دون أن يعترف بها أحد، ويقول" هل تكون نتيجة كفاح واجتهاد طالب فى كليته، هو نقله من وظيفته التى أخذها من الدولة دون أى وجه حق؟ حتى إدارة الكلية لم تحاول إبقائنا فيها بل عاملتنا أسوأ معاملة وبعثوا للجامعة يطلبون نقلنا؟ هل يكرم أوائل خريجى الكلية بهذه الطريقة؟".
يعنى إيه تبقى من الأوائل.. تتعين مدرس بـ 750 جنيها.. و تتحول أخصائى
الخميس، 07 مارس 2013 01:04 م
رامى
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
محمود حميد
الموسيقي حرام
عدد الردود 0
بواسطة:
دكتور مع ايقاف التنفيذ او لحين اشعار اخر
نحن السابقون
عدد الردود 0
بواسطة:
نهال
ما شاء الله
عدد الردود 0
بواسطة:
عبير بيبو
المتميز دائما الاستاذ/ حسن مجدي