دكتور أحمد السواح يكتب: مفاهيم هامة فى تشخيص جلطات القلب

الأحد، 31 مارس 2013 03:55 م
دكتور أحمد السواح يكتب: مفاهيم هامة فى تشخيص جلطات القلب دكتور أحمد السواح

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كثيرا ما يسألنى مرضاى هل يا دكتور إذا جاءنى ألم فى الصدر، وكانت إنزيمات القلب طبيعية، تعنى أنه لا يوجد جلطة فى القلب؟، وهل إذا كان تخطيط القلب الكهربائى طبيعيا ينفى وجود جلطة حادة فى القلب؟، ولأن هذه مفاهيم بسيطة، وفى ذات الوقت مهمة فى تشخيص وعلاج جلطات القلب الحادة، ولأن وعى المريض الصحى له تأثير كبير فى سرعة وتأثير علاج الجلطات القلبية الحادة، فلابد من استعراض نقاط مهمة عن كيفية تشخيص جلطة القلب الحادة، وهى كالتالى:

كان التعريف القديم لجلطات القلب يشترط توفر اثنين من ثلاثة عوامل لتشخيص الجلطة: ألم الصدر، وتغير فى تخطيط القلب الكهربائى، وارتفاع فى إنزيمات القلب، وعمر هذا التعريف يجاوز الأربعين سنة، وهو ليس دقيقا، حيث إنه من السهل السهو عن كثير من حالات الجلطات باستخدام هذا التعريف.

أما التعريف الحديث فيرتكز أساسا على مستوى بروتين معين من بروتينات عضلة القلب فى الدم، فإذا ارتفع تركيز هذا البروتين فى الدم، أعطى دلالة على وجود تأثير على عدد من خلايا القلب، سواء كان هذا التأثير من انقطاع الدم عن تلك الخلايا "نقص تروية"، وهو ما يسبب الجلطة إذا استمر وقتا طويلا نسبيا، وسبب ضررا فى خلايا عضلة القلب، أو من التهاب فى تلك العضلة، أو من كدمة فى عضلة القلب بسبب حادث سيارة، أو من تسارع فى نبضات القلب، أو التهاب فى غشاء القلب، أو فشل فى عضلة القلب.

وقد يرتفع تركيز هذا البروتين بسبب أمراض فى أعضاء الجسم الأخرى، ولكنها تؤثر على القلب، مثل التهابات الرئة الحادة، أو فشل الكلى، أو جلطات الدماغ، أو بعد الصعق الكهربائى لعضلة القلب.. الخ، وبهذا يتضح مفهوم مهم، وهو أنه "ليس كل ارتفاع فى إنزيمات وبروتينات القلب يعنى أن هناك جلطة حادة فى قلب ذلك المريض، ولكن يجب أن تقيّم أهمية هذا الارتفاع فى إطار أعراض المريض نوعية وتوقيتا".
فإذا ارتفعت "إنزيمات وبروتينات القلب" فإنها تشير إلى جلطة فى القلب إذا توفرت أحد العوامل التالية: ألم فى الصدر، أو تغيرات فى تخطيط القلب، أو أن هذا الارتفاع حدث ما بعد قسطرة الشرايين العلاجية، أو فى حالات أسباب الوفاة غير الواضحة، والتى لها تبعات قانونية، وذلك بوجود دليل مادى عينى على الجلطة القلبية، وذلك بأخذ من عينة نسيجية من القلب.

يستغرق التروبونين على الأقل ساعتين للظهور فى الدم، من ابتداء الجلطة ويظل فى الدم لمدة 10 أيام، ولذلك فقد يحدث عند الإنسان جلطة، ويكون تحليل البروتين سلبى (أى غير موجود فى الدم)، ولذلك هناك احتمالان لا ثالث لهما: إما أن المريض عمل له ذلك التحليل مبكرا جدا- خلال أول ساعتين من ابتداء الجلطة، وليس ابتداء الألم، أو أنه حضر متأخرا جدا بعد عشرة أيام من حدوثها.

وبهذا يتضح المفهوم الثانى المهم، وهو أنه "توقيت أخذ تحليل إنزيمات وبروتينات القلب بالنسبة لأعراض المريض يحدد أهمية ومعنى ذلك التحليل" وكلما زاد حجم الجلطة القلبية، كلما زاد تأثيرها على عضلة القلب وبذلك زاد التروبونين ارتفاعا.
التروبونين ليس الطريقة الوحيدة لتشخيص جلطات القلب فهناك إنزيمات مختلفة، ولكن التروبونين من أسرعها وأدقها وأكثرها حساسية واستخداما فى الطب الحديث لرصد الجلطات، بل أن هناك شرائح لقياسه فى الدم، مثل شرائح تحليل السكر تعطيك النتيجة مباشرة، وهل هى إيجابية أم لا؟، وذلك بدقة مقبولة، ولا نشجع استخدامها فى المنازل، لأن أى اشتباه بجلطة قلبية يجب أن يعالج تحت رعاية طبية متخصصة فى المستشفى.

ولكن يجب أن نعرف أنه ليس كل ألم فى الصدر يعنى أن المريض لديه جلطة قلبية، ولكن أغلب آلام الصدر مع ارتفاع التروبونين تكون من الجلطة، وهناك أسباب أخرى لارتفاع التروبونين مع آلام الصدر، ويجب للطبيب الانتباه إليها لأن علاجها يختلف تماما عن علاج الجلطة، مثل: التهاب غشاء القلب التامورى، أو عضلة القلب، أو الجلطة الرئوية الحادة.

ومن المهم الانتباه إلى أن المرضى الذين يعانون من آلام الصدر فى الطوارئ فإنه لا يعنى عدم وجود دليل بارتفاع الإنزيمات، أو بتغيرات فى تخطيط القلب على وجود الجلطة القلبية الحادة، زوال المريض عن منطقة الخطر، فقد يكون المريض لديه ذبحة صدرية بسبب تضيق شرايين القلب مسببا نقص التروية القلبية من غير ارتفاع فى إنزيمات القلب وبروتيناته.

ولذلك لابد من إجراء جهد كهربائى أو نووى للقلب، لمعرفة أداء الشرايين قبل الحكم على المريض بعدم وجود خطر تضيق فى شرايين القلب، وبالتالى إخراجه من المستشفى، وهذه النوعية من الحالات تحدث فى حوالى 2% من زيارات مرضى جلطات القلب الحادة إلى الطوارئ فى الدراسات الطبية، وفى العلم الحديث من الممكن تشخيص الجلطة خلال ساعة بالتصوير النووى، ثم عمل الجهد النووى خلال ساعتين، وبالتالى خروج المريض خلال ثلاث ساعات، إذا ثبت أنه ليس لديه جلطة، وكانت تروية القلب طبيعية.

وأخيرا فإنه لا غنى عن رؤية الطبيب المختص عند الشكوى من آلام الصدر، حتى تتم معرفة المسبب لذلك الألم، وبالتالى علاجه.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة