أحمد مصطفى جمعة يكتب: من ينشد الانفراد يسعى إلى الانقراض

الأحد، 31 مارس 2013 08:52 ص
أحمد مصطفى جمعة يكتب: من ينشد الانفراد يسعى إلى الانقراض صورة ارشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
إن من ينشد الانفراد يسعى إلى الانقراض.. حيث الانفراد يورث البغى، ويعتدى على التوازن، والبغى يودى بصاحبه حين يفقد الميزان إحدى كفتيه، وذلك لغياب التدافع الحاصل بفعل الأنا والغير، ومن ثم يغلبه الوهم بأن بقاءه بالضرورة.. فلا يعود يتلمس أسباب الاستمرار من تقص وبحث وتنقيب فيسقط على أثر ما يتملكه من وهم، كما أن الانفراد يورث الركود لغياب الحافز على التطوير والإضافة، والذى يصعب تصور حدوثه إلا بفعل التنافس، والذى هو أحد منتجات التدافع وطبيعى أن الركود موات وانقضاء، وما مثال الولايات المتحدة ببعيد، والتى ما أن انفردت بالقوة بعد سقوط الاتحاد السوفيتى، حتى بدأ العد التنازلى لسقوطها..... وفى قراءة الأحداث ما يؤيد ذلك ويشرحه.

هذا ولا شك أن دفع حركة المجتمع نحو الأمام لا يتم إلا بتدافع كل القوى الحيوية داخل ذلك المجتمع، ففى حين أن الجميع يزعم أنه الأفضل، يبقى الأفضل هو القادر على تحقيق النفعية داخل مجتمعه، كما وأن التدافع هو البيئة المنتجة للتوازن والكون جميعه قائم على ذلك التوازن الحادث بفعل التدافع.

والناتج أن ما يجرى داخل المجتمع المصرى الآن من حراك يشمل كل التيارات الحيوية على اختلاف منطلقاتها ومراميها هو دليل صحة وتعاف، حيث شروط التجربة التى من شأنها إفراز الأنفع تجرى بمقتضى القانون الطبيعى طالما كان الأنفع هو بغية الجميع، وكان التدافع هو تسابق لبلوغ ذلك الأنفع.

وبالمثل فإن الملكات وما تنطوى عليه القوى الحيوية المؤثرة داخل المجتمع من طاقات هى الآن فى حالة انتخاب طبيعى للأفضل من خلال بيئة الأنا والغير والنزال النبيل بينهما، والتى تكون قوة الغير فيه هى قوة مضافة للأنا وعلى ضوء ذلك فإن من يحاول إقصاء غيره هو كمن يقتلع أعمدة بناء ثم يعود فيتصور أن بمكنته الاحتفاظ بذلك البناء ، فى حين أن بقاءه إنما هو بغيره وأن قوته إنما هى بقوة ذلك الغير والذى يتعين عليه طبقا لذلك الفهم أن يدعمه فى بقائه وفى قوته تثبيتا وضمانة لبقائه هو ولو بالتوقف عن محاولة إقصائه.

والواقع أنك إن حاولت أن تقصى من يستحق الإقصاء طبقا لرؤيتك بأن تودعه السجن مثلا.. فحقيقة الأمر أنك تقربه ولا تبعده، يكفى ما يمكن أن يثار من تعاطف محتمل معه، بينما إن أردت أن تفعل ذلك بحرفية فعليك أن تدعم حقه فى الوقوف تحت الضوء وفى ظل الشمس، حيث فيهما ما يكفى لكشف ما تظنه السوء فيه وإبراز ما تظنه الأنفع فى غيره.

هذا ويتلازم فى هذا السبيل قانونى التدافع والنفعية فى أن أحداهما يتولد عن الأخر ، بحيث يتعين الأنفع على ضوء ما يقدمه التدافع من أهلية ، فى حين أن التوازن يحدث بدوره بفعل ذلك التدافع.

التدافع إذن هو التفاعل الحيوى لمختلف القوى داخل المجتمع والتى تزعم قدرتها على إحداث الفعل الأنفع لذلك المجتمع فى نوع من الانتخاب الطبيعى للأجدر والأصلح والتدافع هو المسبح الذى يثبت من خلاله إذا ما كان من يقف على البر سباحا بحق ، فالأنفع والانتخاب الطبيعى والطريق ومن يختار السير فيه هو سباق يبلغه الأقدر ويسقط خلاله المتعثر والمدعى والمدلس والكذاب.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة