لا يستطيع مصرى مخلص إلا أن يتألم من كل قلبه لما يراه قد حاق بتفكير بعض القوى السياسية وبعض رموز المعارضة فى مصر بعد الثورة، لهذا أتصور أن هذا الاستعراض للخطايا التى برزت فى الأسابيع الأخيرة فقط من المهم بمكان لكى يراجع كل الصادقين مواقفهم بعد أن يروا أو يتحققوا من أن ما يجرى اليوم ليس له صلة بالسياسة أوالتنافس الحزبى وأنه يصب بشكل واضح فى إجهاض الثورة وتدمير الدولة وتفتيت المجتمع.. ذلك المجتمع الذى لم يتعرض على طول تاريخه الطويل لمثل هذه التحديات التى تستهدف تماسكه ووجوده، ونعود إلى أهم وأخطر الخطايا التى لا تزال ترتكب فى حق مصرنا الحبيبة باسم السياسة:
9 - الاستعمال الواسع للبلطجية، وذلك بهدف تحقيق أكبر قدر ممكن من التأثير والضغط السياسى عن طريق استخدام جيش البلطجية المنظم الذى كان قد أعده النظام السابق لإحكام السيطرة على الشارع السياسى وخاصة فى الانتخابات وهو استعمال ميكافيلى لأدوات النظام السابق وفى ذات الوقت يوهموننا بأنهم بصدد ثورة جديدة!! لا يستطيع متابع للأحداث اليومية فى الشارع اليوم إلا أن يرى أن ذلك الاستعمال قد أعطى للبلطجة مكانة كبرى فى عالم السياسة فى مصر الثورة، بل قد أصبحت تجارة البلطجة من أهم التجارات الرائجة اليوم فى الوقت الذى يعانى فيه اقتصادنا كسادا خطيرا.
10 - الاستعمال المنظم لأطفال الشوارع، وهو ما يدل على انتهازية كبيرة من قوى سياسية كان من المفترض أن تخطط لإدماج هؤلاء الأطفال فى خطط وبرامج للتأهيل النفسى والمجتمعى حتى يصبحوا مؤهلين للانخراط فى المجتمع، وذلك بعد أن تزيح عن كاهلهم كل الأعباء التى ألقتها عليهم النظم السياسية المستبدة والتى أسست لفقر واسع النطاق كان من نتائجه تلك الظاهرة المهينة لنا جميعا، ولا يستطيع المخلص لهذه البلاد إلا أن يبكى دما وهو يرى هذه الجريمة التى ترتكب فى حق هؤلاء الأطفال قبل أن ترتكب فى حق الذين يوجهون للانقضاض عليهم، ومن دواعى الألم أن نعلم أن المنظمات الحقوقية التى يجب عليها القيام بدعم هؤلاء الأطفال كى يواجهوا مشكلات الحياة دون حقد أو كراهية هى التى تقوم بتجنيدهم فى هذه الأعمال التى توجه فيها كل التضاريس النفسية غير السوية لتحقيق مكاسب سياسية من خلال تدمير الوطن وحرق المؤسسات والاعتداء على الأمنين.
11 - الاستعمال السياسى للشرائح المهمشة، وخاصة فى القاهرة الكبرى كما نرى فى المحاولات المستميتة لجر سكان المقابر لقلب السياسة، وهو ما يجعلنا ننظر بأسى للمحنة التى تعيشها بعض القوى السياسية والتى ربما تفوقت على محنة سكان المقابر أنفسهم، لقد قامت بعض الحركات خلال الأسابيع الماضية بالتحرك على هذه الشرائح فى محاولة لإيهامها بأن الجهة الفلانية قد قررت تسليم شقق لسكان المقابر، وهى تنتطرهم يوم كذا الساعة كذا، كى تتسلموا هذه الشقق!! وإذا حاولوا صرفكم دون أن يعطوكم حقوقكم فلا تنصرفوا، واعلموا أن الموظفين يريدون أن يأخذونها لأنفسهم!
12 - العمل على وقوع مصر فى انهيار اقتصادى يؤدى لسقوط النظام والتلويح بين الحين والآخر بثورة الجياع، وكأنها أداة حقيقية من أدوات العمل السياسى أو أنها عمل سياسى مشروع تلجأ إليه القوى السياسية للضغط على خصومها ولتحقيق مكاسب سياسية، بل إن الأخطر من ذلك هو التعاون مع القوى الخارجية المتضررة من الثورة المصرية وما أكثرها فى سبيل إحكام الخناق على الاقتصاد المصرى، وهو ما جعل بعض هذه القوى تشترط لمساعدة مصر لتجاوز أزمتها الاقتصادية أن يتم تعيين فلان وفلان فى مراكز مهمة!
13 - استعمال الشائعات بشكل واسع ومنظم، وكأننا فى حالة حرب حقيقية يمكن لكل طرف أن يستخدم كل الوسائل لقهر الطرف الآخر مهما كان شرف هذه الوسيلة وأيا كانت آثارها الوخيمة على المجتمع كله والدولة بكاملها، بل إن هناك من الشائعات التى تفوقت آثارها السلبية على الشائعات التى كنا قد تعودنا عليها من العدو الإسرائيلى وخاصة بعد نكسة 1967م.. وهنا أجد نفسى ملزما بأن أطالب المصريين النجباء أن يتابعوا الشائعات اليومية التى تصدر من جهات محددة والتى تصب كلها فى اتجاه محدد ويلاحقوا ذات الشائعات لعدة أيام، وساعتها سيكتشفون أنها مجرد شائعات أطلقت لتحقيق قدر من الشحن المنظم فى اتجاه محدد ثم انصرفت إلى حال سبيلها.
14 - وفى ذات السياق يجب ألا نهمل الدور الخطير لبعض وسائل الإعلام المملوكة لرجال أعمال الحزب الوطنى والتى انحرفت بشكل كامل عن كل قواعد وآداب المهنة لتقوم بدور يتنقل بين التشويه والتحريض والتهديد والوقيعة، وهو ما يؤدى فى النهاية إلى تسميم الساحة السياسية ويجعلها أقرب ما تكون لساحة الحرب وليس التنافس السياسى، وللخطايا بقايا!!
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
amr rashad
الجهله
القتله الجهله بامور الدين بقي ليهم تمن في زمن مرسي
عدد الردود 0
بواسطة:
الشعب الاصيل
مفيش فايده فيك والحريه التى نلتها لا تستحقها - هكذا انتم دائما غدارون خائنون طماعون
صم عمى بكم ولكنهم لا يشعرون
عدد الردود 0
بواسطة:
المستشـــــــــــــــــــــــــــار
iههههههههه
عدد الردود 0
بواسطة:
khlil monir
من منا لم يشاهد
عدد الردود 0
بواسطة:
حريص على مصر
حريص على مصر
عدد الردود 0
بواسطة:
somia
إبحث عن الأمية