¿ الاعتداء المتبادل الذى حدث فى المقطم الجمعة، لم يكن بروفة للاقتتال الأهلى كما يصور البعض، ولكنه كان شهادة انتهاء صلاحية نظام يفترض أنه يعرف مصلحة الناس أكثر منهم، وإنذارا لبعض قوى المعارضة التى تعتقد أن الثأر من الجماعة هو الحل، الحزن الذى غطانى وأنا أشاهد فقراء الأقاليم الذين تم تجييشهم فى معركة قيل لهم إنها مقدسة وهم يضربون ويفرون مذعورين، لا يقل عن الحزن الذى آلمنى وأنا أقرأ عن الضرب الذى تعرض له المعارضون فى بيوت الله المحيطة بمقر الإخوان، المفترض أن تكون معركتنا ضد الاستبداد وليست ضد أشخاص، ولا يوجد غير النضال السلمى طريقا، حتى لو كان رعاة الاستبداد (فى الاتحادية ومكتب الإرشاد).. يملكون كل أسلحة وقوانين وتشريعات وميليشيات القمع.
¿ حصار مدينة الإنتاج الإعلامى هو «حجة البليد» الذى لم ينجح بسبب تكوينه فى مادة الإبداع، لم ينجحوا فى عمل إعلام منافس يجذب جمهورا عريضا مؤمنا بطريقتهم فى الحياة، الحصار فشل ذريع لطريقة تفكير تجاوزتها البشرية منذ آلاف السنين، لن أتحدث عن غياب الدولة أو انتهاك القانون، لأن أول رئيس منتخب بعد الثورة هو الذى فتح الطريق أمام هؤلاء، منذ قراره التاريخى بعودة مجلس الشعب، وبإعلانيه الدستوريين الفريدين، وبموافقته على حصار المحكمة الدستورية، وتعيينه نائبا عاما «مخصوصاً»، والطرمخة على ما حدث أمام الاتحادية، وما إلى ذلك من قرارات جعلت حصار مدينة الإنتاج الإعلامى عملا بطوليا من وجهة نظر الذين لا يعرفون قدر مصر، الأموال التى تنهال على رموزهم لم تنجح فى عمل قناة أو جريدة مقنعة، ولكنها تنجح فى لم الأنفار لمحاصرة الارتجال الذى فتحت الثورة الأبواب أمامه.. ولن تنجح قوة فى فرملته.
¿ التهديد والوعيد والملاحقة القانونية والترويع تعنى أن جهازهم العصبى ضعيف للغاية، وأن العد التنازلى بدأ، الذين يروجون للفزع والحرب الأهلية المقبلة يعملون لحساب آخرين، والذين يروجون لعودة النظام المستبد الفاسد الذى خلعه المصريون يعملون لحساب الأشخاص أنفسهم، الثورة قامت من أجل الحرية، التى يخاف منها السيد الرئيس ومن معه، لن يسمح الناس بغير الكرامة والصدق والعدالة الاجتماعية وتنفيذ القانون، وهى شعارات تربك الجماعة، ولا تقدر على تحمل أعبائها.
¿ طالب وزير العدل سفير الاتحاد الأوربى جيمس موران أن يستمد معلوماته من وزارة العدل فقط، وقال المستشار أحمد مكى إن البلاد تشهد حالياً حالة من التمزق بسبب عدد من الخلافات التى تعود بالأساس إلى المعلومات، وقال أيضاً إنه لا توجد ظواهر اضطهاد للأقباط أو المرأة فى مصر، وأن الجميع يتكاتف الآن من أجل رفعة هذه الدولة التى تمتلك حضارة كبيرة.. جاء هذا الكلام فى ندوة قبل أيام لمناقشة قانون تضارب المصالح بالتعاون مع الاتحاد الأوربى ومكتب الأمم المتحدة لشؤون الجريمة والمخدرات.
¿ صرح المرشد العام للجماعة أن قيادات الجيش تضرب للرئيس مرسى تعظيم سلام حتى بعد أن أقال رئيس المخابرات وطنطاوى وعنان، وبهذا التصريح يوحى الرجل بأن المؤسسة العسكرية دخلت بيت الطاعة، ولا أدرى لمن يبعث بالرسالة: هل للذين يهربون زى الجيش إلى غزة وليبيا؟ أم لإسرائيل وأمريكا؟ أم لحلفائهم فى الداخل؟ المؤكد أن محمد بديع لم يقرأ التاريخ جيداً، فهذا الجيش العظيم، كان يضرب تعظيم سلام للملك فاروق ولحسنى مبارك، ولكنه طوال الوقت يقف «انتباه» أمام الشعب.. إذا قرر أن يقود بنفسه.
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد جامع
لا ياشيخ!