كشفت أحلام الأسمر، عضوة المجلس القومى للمرأة، عن تفاصيل اعتذار أغلب أعضاء المجلس عن المشاركة فى المؤتمر الذى عقدته مؤسسة الرئاسة أمس الأحد، لإطلاق مبادرة "حماية حقوق المرأة المصرية" باستثناء 5 عضوات فقط.
وقالت الأسمر فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع" إن عضوات المجلس عزفن عن المشاركة فى مؤتمر الرئيس رغم إرسال دعوة لكل العضوات للمجلس من أسبوع، خاصة بعد الهجوم الذى قاده أعضاء "الإخوان" والسلفيين على وثيقة الأمم المتحدة، لمنع العنف ضد النساء، واتهام المجلس بأنه يسئ لمصر والدين، والمطالبة بوضع المجلس تحت إشراف مجلس الشورى بدلا من الرئاسة.
وأكدت الأسمر أن الدعوات وجهت لهم كضيوف، ولم توجه لهم على سبيل المشاركة فى وضع آليات ومقترحات المبادرة، والموضوعات التى تتبناها، والمشاركة فى ورش العمل لإخراجها بالصورة اللائقة، واكتفت "الرئاسة" بإسناد المبادرة للهيئة العامة للاستعلامات ومركز البحوث الجنائية والاجتماعية، بالرغم من أن مستشارة الرئيس لشئون المرأة الدكتورة أميمة كامل، أكدت فى مداخلات، أن الرئاسة على قناعة كاملة بشرعية المجلس ودوره، مبررة عدم دعوتنا للمشاركة فى ورش العمل بأن المجلس سيكون دوره تنفيذى من خلال فروعه.
وأشارت الأسمر إلى اعتذار السفيرة عن الحضور بسبب مرضها، وأن الرئيس فى كلمته أشاد بالمجلس، ووجه كلمه شكر للمجلس، ووصفه بأنه الراعى الرسمى للمرأة فى مصر.
وعن عضوات المجلس الخمسة اللاتى حضرن لمؤتمر الرئيس، رغم اعتذار الرموز بداية من الأمين العام للمجلس والمتحدثة الإعلامية الدكتورة درية شرف الدين، والدكتورة آمنه نصير، قالت الأسمر إن المشاركة للمجلس اقتصرت على 5 عضوات فقط هى الأسمر، والدكتور حسن سمك، وابتسام أبو رحاب وهالة فوزى وثناء السعيد.
وأكدت الأسمر، أن الرئيس لم يتناول موضوع وثيقة الأمم المتحدة لمنع العنف ضد المرأة، وجددت الدعوة للرئيس بحضوره فى فاعليات احتفال يوم المرأة المصرية الذى تم تأجيله بسبب سفره للهند، وسفر السفيرة للأمم المتحدة، ووعدها الرئيس بأنه سيشاركهم الاحتفال بيوم المرأة، وترك الموعد مفتوحا طبقا لالتزاماته على حد تعبيرها".
وخلال انعقاد المؤتمر، جاءت إحدى عضوات المجلس القومى للمشاركة فى مؤتمر الرئيس، وهى ثناء الشريف بمكتب محافظات المجلس، وفوجئت بمنع أمن الرئاسة لها من الدخول لعدم وجود دعوى باسمها، مما اضطرها لإجراء بعض الاتصالات وإخراج كارنيه خاص بها لعملها فى ديوان المظاليم بالرئاسة، وبعد شد وجذب لأكثر من نصف ساعة ارتفع صوتها أمام بوابة الدخول وبعد ذلك دخلت، وبررت الأسمر الغرض من إطلاق الرئيس هذه المبادرة الآن، قائلة "ربما يكون حسن النية عند الرئاسة للاهتمام بالطرف الآخر من الشعب المصرى وهن النساء".
بينما أكدت الناشطة الحقوقية، نهاد أبو القمصان رئيسة المركز المصرى لحقوق المرأة، أنها لم تتلق دعوة أصلا للمشاركة، ووصفت مؤتمر الرئيس أنه أعده لأهله وعشيرته، ولم يدعو له أى من الشخصيات والجمعيات الحقوقية المهتمة بقضايا المرأة.
وشددت أبو القمصان على أن مؤتمر الرئيس هذا عن المرأة، لحفظ ماء الوجه أمام العالم، خاصة بعد الصفعة التى أخذتها أمرآة مصرية يوم المرأة العالمى من رجاله بمكتب الإرشاد، ويحاول أن يغطى على ما يحدث من جرائم فى حق نساء مصر، وهى أشبه بالدعايات الانتخابية.
ورأت أبو القمصان أن انعقاد المؤتمر فى هذا التوقيت بمثابة رسالة للخارج وليس للداخل، وأخذ صورا تذكارية مع وجوه نسائية لتنقلها وكالات الأنباء، وهذا تدليس ولن يخيل على العالم الخارجى، لأن حقوق المرأة لن تأتى بالتصريحات الرنانة، أو الصور التذكارية، والمؤتمر افتقد وجود أى خبرة حقوقية معروفة فى محيط العمل الحقوقى، أو حتى التنموى فى رؤيا أو مبادرات شبابية على الأرض، بينما تم دعوة الجمعيات القادرة التى لديها شبكات من العلاقات بالفقراء التى يوزعون عليها الزيت والسكر لأغراض انتخابية باحتة، لإظهار أن هناك اتجاهات نسائية تعطى شيئا.
وعن المؤتمر الصحفى الذى عقدته جبهة الإنقاذ أمس الأحد، لدعم حقوق المرأة المصرية، قالت أبو القمصان إنه لم يعد يستوقفها التصريحات والعناوين الملفتة التى تدعم حقوق المرأة، فهى مجرد خدمات شفوية لا تتعدى الكلمات الجيدة، ولم نر أى إنجاز عملى، وفى رأيى هذا الإجراء لابد أن يأخذ شكل قانون يحد من بطالة النساء مثلا.
وهو ما اتفقت معه الدكتورة آمنه نصير، أستاذة الفقه والشريعة بجامعة الأزهر، وعضو المجلس القومى، حيث قالت "نحن فى هذه المرحلة ابتلينا بعدم دقة الكلمة ولا أمانة فى مغزاها، مؤكدة أنها لا ترى أى حكمة لإطلاق مبادرة الرئيس هذه، مطالبة باستعادة مصر لقوتها والنظر لمستقبلها، وأن نتخطى مرحلة الكلام، ونبدأ فى التطبيق على الأرض وكل ما نتمناه وما يمارس وما يصدق هو الفعل.
فى الوقت الذى غابت فيه عن المؤتمر أبرز الوجوه والشخصيات النسائية التى تطالب بحقوق المرأة، مثل الكاتبة فريدة الشوباشى، ودرية شرف الدين، وفريدة النقاش، وفتحية العسال، وفوزية مهران، وعواطف عبد الرحمن، وعايدة سيف الدولة، وماجدة عادلى، ونهاد أبو القمصان، وكثير من النساء اللاتى يحملن قضية المرأة على كاهلهم.
وحضرت شخصيات عامة، مثل نادية رشاد، وآمال فهمى، وفايزة واصف، وإنعام محمد على وسوزى ناشدة، وأميمة كامل، وشريف على وعبد العزيز حجازى، وعلى لطفى، وهالة عبد الخالق.
كواليس مبادرة الرئاسة لمؤتمر المرأة.. النظام تجاهل وثيقة العنف ضد النساء.. والمجلس القومى لم يمنع 5 عضوات من الحضور.. وأبو القمصان: مرسى يبعث برسالة للخارج وأعد مؤتمرا لأهله وعشيرته
الإثنين، 25 مارس 2013 12:41 م
مبادرة "حماية وحقوق المرأة المصرية" - صورة أرشيفية