هل تعرف أن الصورة التى تراها فى المرآة ليست هى صورتك الحقيقية، هكذا قالت الدكتورة نهلة حيدر الفرا استشارية الأمراض النفسية وعضوة الجمعية المصرية للتحليل النفسى.
هذه هى حقيقة فى التحليل النفسى، حيث إن الطفل حينما يولد تكون مرآته الأولى "مرايته" هى أمه، وما تقوم به معه من رعاية وأمومة، وهذا يكون من خلال صوتها وغناها ولمسها، إلى أن تأتى "مرحلة المرآة" والتى تبدأ فى الشهر الثامن حتى الشهر الثامن عشر، والتى يرى الطفل صورته فيها لأول مرة.
تكون تلك اللحظة هى العتبة المرئية الأولى فى حياته، والتى تحدث له نقلة كبيرة تؤثر فى حياته وصوره المستقبلية بعد ذلك، فهو لا يدرك صورته بأنها "هو" ولكنه يدركها بصفتها صورة طفل آخر، أو "ند" له يفرح بها، ويسقط عليها عدوانه فى نفس الوقت، بعد ذلك يدرك أنها مجرد صورة، لأنه يمزج بين الوهم والخيال، وبين واقع الصورة التى هى من صنع الخيال أيضا.
وهنا أكدت دكتورة نهلة الفرا أن الإنسان دائما فى وهم الصور التى يكونها عن نفسه، تائها فى سراب المرايا، منتظرا من يعطيه قيمة لصورته الحقيقية مثلا عند سماع بعد الكلمات التى تعطى انطباعا عن الشكل، مثل "أنت حلو..أنت جميل..أنت وحش..وهكذا"، حتى يخلق له الكلام صورا جديدة، محاولا أن يصنع لنفسه عملا مفيدا أو دراسة، أو وظيفة أو زواج..إلخ، أو أنه يظل واقفا مكانه أسيرا لتلك الصور الوهمية، وحينها يصاب بالمرض النفسى، أو ربما لا قدر الله إلى الجنون.
لذلك فإنه اختيارك أنت أيها الإنسان، إما الوهم والسراب والجنون، وإما أن ترى المرآة الحقيقية، وتتخطى كل تلك الصور، عليك الآن أن تقرر ماذا تختار.
عدد الردود 0
بواسطة:
احسان محمد على شنور القزاز
دراسه علوم القران النفسيه تعلمنا البشر