لم تخض جماعة الإخوان المسلمين انتخابات التجديد النصفى لنقيب ومجلس نقابة الصحفيين بشكل صريح، ومع ذلك هناك من يرى أن الجماعة خسرت هذه الانتخابات يوم الجمعة الماضى، بنجاح ضياء رشوان بمقعد النقيب، بالإضافة إلى ستة لعضوية المجلس جميعهم ضد «الجماعة».
فى انتخابات النقابة قبل عام ونصف، وكانت الأولى بعد ثورة 25 يناير دخلت «الجماعة» بقائمة صريحة، كان هذا فى سياق تنفيذ مخططها بالهيمنة على كل النقابات المهنية، وصلت درجة الثقة حد أن مرشحى الجماعة ذهبوا معا إلى نقابة الصحفيين للتقدم بأوراق ترشيحهم، وتحت التصوير وأضواء الفضائيات تحدثوا كمرشحين «إخوان» فى سابقة جديدة على انتخابات النقابة، متجاهلين أنه بالرغم من انتماءات الصحفيين السياسية والحزبية، فإن ذلك لا يعد عاملا أساسيا فى تاريخ انتخابات النقابة لنجاح أى مرشح نقيبا ومجلسا، المعيار الأهم هو ارتباط المرشح بقضايا المهنة والصحفيين فى مواجهة أى سلطة حاكمة.
فشلت قائمة «الإخوان» وقتئذ، ولم يحصل مرشحوها على أصوات مؤثرة، فاز ممدوح الولى بمنصب النقيب، الذى كان يقسم لكل الصحفيين أنه ليس إخوانيا، كان هذا درسا بليغا كتبه الصحفيون بإرادتهم الحرة، جاءت النتيجة بالرغم من أن الجماعة لم تكن وصلت بعد إلى منصب رئاسة الجمهورية.
لم يترك «الإخوان» النقابة على حالها، ظنوا أن الرئيس «الإخوانى» سيكون ارتكازا لهم، فخاضوا قبل شهور معركة ضارية فى الجمعية العمومية التى عقدت لمناقشة قضايا مهمة أبرزها انسحاب النقابة من الجمعية التأسيسية لكتابة الدستور، مارسوا العنف من أجل تعطيل أعمالها، نقلت كل الفضائيات ما حدث فى النقابة، أظهرت أشخاصا يتحدثون بمنطق القوة وليس بقوة المنطق، أخطأ الإخوان فى هذه المعركة، أضافت تراكما فى الغضب بلغ ذروته بكسر النقيب ممدوح الولى لقرار الانسحاب من تأسيسية الدستور، كان ذلك حدثا فريدا، وأبلغ رسالة ممن يعملون على شق وحدة الصحفيين، ودليلا على أن نقيب الصحفيين يشترى رضا «الجماعة» فى مقابل بيع الصحفيين.
بهذه الخلفية أجريت انتخابات «الجمعة، لم تعلن» الجماعة خوضها صراحة، لكنها دعمت أسماء محددة سرا، مراجعة القوائم التى طرحها صحفيون إخوان تؤكد ذلك، ليس شرطا أن تكون هذه الأسماء ضمن صفوف الإخوان، وإنما ستكون طوعا للجماعة فى حال نجاحها، كان هذا تكتيكا يحقق فائدتين، ففى حال فشل هذه الأسماء وهو ما حدث، تتحدث الجماعة بكل ثقة أنها لم تخض الانتخابات، وبالتالى تفوت الفرصة على أى وجهة نظر تقول إنها خسرتها، أما فى حالة نجاحها فيمكنها الحديث عن أنها دعمت هذه الأسماء بكل قوتها مما أدى إلى نجاحها، هى مناورة الرغبة فى الوجود بأى شكل.
فى كل الأحوال، نحن أمام نتيجة لم ينجح فيها «إخوانى» صريح، ولم ينجح فيها «متأخونون»، وتلك مسألة يمكن قراءتها فى سياق يشمل نتيجة انتخابات اتحاد طلاب الجامعات، التى ألحقت الهزيمة بـ«الإخوان»، انحاز الطلاب لتنوع المجتمع سياسيا، فأدخلوا قوى المعارضة فى المعادلة السياسية بقوة، واختار الصحفيون الانتصار لحرية الصحافة، فصعدوا بالمعبرين عنها، صعدوا بالذين سيقولون «لا» فى وجه من يقولون «نعم».
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
مروان
الإخوان لأتريد تكويش .. حتى إتحادات الطلبة شاركت بنسبة 50 %
عدد الردود 0
بواسطة:
زياد عبد الرحمن
تلك نتائج حتمية لسياسة الغدر
عدد الردود 0
بواسطة:
Amr
مسكين
عدد الردود 0
بواسطة:
صحفي
نقيب (الثمن)
عدد الردود 0
بواسطة:
زياد عبد الرحمن
الى المحترمة 3
عدد الردود 0
بواسطة:
مهندس إستشاري جلال عوض - إسكندرية الجديدة - دمياط
أرجوا ياشحات أن تفهم أنت وأمثالك حتى لو مرة واحدة في حياتكم
عدد الردود 0
بواسطة:
خالد الشيخ
ودستور ( الثمن ) ....إلى تعليق رقم4 و 6
عدد الردود 0
بواسطة:
مواطن
الى - ولأ يسخر نساء من نساء عسى أن يكن خيرا منهن ..
تفائلوا بالخير تجدوه .
عدد الردود 0
بواسطة:
سالم
الى 7 - السكوت علامة الرضا .. منذ متى وكان المصريون حريصون على الإنتخابات ؟
عدد الردود 0
بواسطة:
مشاكس
للشيخ شجرة متحجرة غائبة لأ ثمار لها ولأ ظلال ...