عم حسب النبى..

عم حسب النبى.. "السقى" ما متش والأجر الـ"صلاة على النبى"

الخميس، 14 مارس 2013 10:23 ص
عم حسب النبى.. "السقى" ما متش والأجر الـ"صلاة على النبى" عم حسب النبى
كتب حسن مجدى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كيس صغير بات شهور أسفل رأسه، فتحه وعد كل ما به من أموال، "تحويشة" ضئيلة من الجنيهات المتهالكة ادخرها من قوته اليومى، انفرج وجهه البشوش بابتسامة، أخيرا اكتمل المبلغ، حمله على الفور واتجه نحو حداد مدينة "فرشوط" الصعيدية، حيث قضى عمره بالكامل، ببساطة طلب علبة صغيرة من الحديد تكفى لحمل الماء موصولة بخرطوم قصير، فى الخلفية حبلين ليعلقها فوق ظهره، عم حسب النبى كان قد قرر أن يصبح سقى للموالد، وحدد أيضا ثمن مياهه، يطلبه على الفور من كل العطشى الذين يأتون إلى صندوقه.. عايز مياه.. يبقى تصلى على النبى.

طوال ثمانية عشر عاما امتلأ صندوق عم حسب النبى وهو يجوب موالد أم الدنيا، يبدوا كما لو كان لم ينفصل قط عن ظهره المنحنى، زينه باللون الأحمر مثل تلك العمة التى أحاطت رأسه العجوز، ملابسة البيضاء مثل لون لحيته المهذبة يضيفون على وقفته روحانيات ذاب فيها مع عشقه لسيدنا النبى وآل بيته، فى رزانة يقف بعيون شاحبة تسرح فى ملكوت بعيد عن صراعات عالمنا التى لا تنتهى لا يطمع منها سوى فى صلاه على النبى تبلغه "عمره" عاش يترجاها طوال عمرة.

عم حسب النبى يبلغ من العمر الآن 77 عاما، بصوت خافت يصل من الملكوت الذى يذوب فيه إلى دنيانا بصعوبة يحكى كيف عاش قبل ثمانية عشر عاما، ربى أربع أبناء من على عربة حنطور فى مدينه "فرشوط" الصغيرة بمحافظة قنا، قضى رحلة كفاح مع هذه الدنيا حتى أطمئن على وصول أولاده إلى بر الأمان وقرر الحياة فى رحاب الله، وعشق رسوله وآل البيت.

بحروف متعرجة مثل يديه التى نحتها الزمن كتب سقا الموالد على خزان مياهه آية قرآنية تحركه لحمل عمره الثقيل فوق أقدامه الضعيفة خلال رحلات الموالد "بسم الله الرحمن الرحيم.. وخلقنا من الماء كل شىء حى.. صدق الله العظيم"، يحملها ويسير وهو يعرف أن السقا أصبح خارج نطاق هذا الزمن الذى نعيش فيه الآن، ولكنه يكتفى بأنه مازال يروى عطش بعض الظمآنين فى زحام الموالد، ويسمع صلاة على النبى تخرج من بين أفواههم علها تبلغ الرجل العجوز زيارة بيت الله، تعود شفتيه لتتحرك بهدوء "يكن أنولها قبل ما تخلص أيامى الأخيرة".





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة