الجارديان: "الإسلاموفوبيا" تخرس الانتقادات الموجهة للإخوان

الثلاثاء، 12 مارس 2013 02:55 م
الجارديان: "الإسلاموفوبيا" تخرس الانتقادات الموجهة للإخوان أرشيفية
كتبت يم عبد الحميد

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
نشرت صحيفة "الجارديان" البريطانية تقريراً عن التحرش الجنسى ذى الدوافع السياسية فى مصر، قالت فيه إن الخوف من التعرض لاتهامات بمعاداة الإسلام يسكت الانتقادات لجماعة الإخوان المسلمين بسبب تزايد الاعتداءات الجنسية على النساء.

وتحدثت الصحيفة عن واقعة التحرش الجنسى بعدد من النساء والناشطات فى ميدان التحرير، فى الذكرى الثانية للثورة فى 25 يناير 2013، وقيام أربعة مراكز حقوقية فى مصر بتقديم بلاغ نيابة عن سبع ضحايا، وقالت إن هذه المنظمات وهى مركز النديم لإعادة تأهيل ضحايا التعذيب والعنف، ومركز دراسات المرأة الجديدة، ونظرة للدراسات النسائية، ومركز المساعدة القانونية للمرأة المصرية، قدمت الأدلة فى صورة شهادات وفيديوهات عن التحرش الجنسى العنيف الذى تعرضت له السيدات، وتعتقد المراكز الحقوقية أن هذه الاعتداءات تمت بطريقة منهجية.

ونقلت الصحيفة عن فرح شاش، طبيبة نسائية فى مركز النديم، قولها إنه على الرغم من ممارسات الاعتداءات الجنسية ذات الدوافع السياسية فى حكم المجلس العسكرى، إلا أن وتيرتها وشدتها قد زادت منذ تولى الإخوان المسلمين الحكم، والهدف هو الرجال والنساء النشطاء أو الذين يمرون فى أماكن الاحتجاج، والطبيعة السياسية لكثير من هذه الاعتداءات واضحة.

لكن "الجارديان" تقول إن الكثيرين يفضلون الحديث عن مشكلة التحرش الجنسى فى مصر بشكل عام، وهذا ينطوى على إدانة عامة للمجتمع والحكومة على حد السواء لخذلانهم للنساء، أما الحديث عن الدوافع السياسة التى تقف وراء حوادث التحرش الجنسى، فإنه يحّمل الإخوان المسلمين المسئولية فى المقام الأول باستخدامه كإستراتيجية سياسية للقضاء على المعارضة، ويرد المنتقدون لذلك بالقول بأن المعارضة أيضا تنخرط فى عنف ضد الحكومة، إلا أن هذا يتجاهل عدم تكافؤ القوة بين الحزب الحاكم الذى يمكن أن يلجأ إلى جهاز الأمن الوطنى وميليشياته، مقارنة بالموارد المتاحة للمواطنين.

وتمضى "الجارديان" قائلة إنه بغض النظر عما إذا كان الدافع وراء التحرش الجنسى سياسيا واجتماعيا، فإن ثقافة الخوف تهدد بحجب الصورة الرمزية للنساء المتظاهرات فى ميدان التحرير فى عام 2011. وهناك انقسام بين البعض الآن حول جدوى ذهاب المرأة إلى التحرير وضرورة ترك هذا النوع من النشاط السياسى للرجل والتركيز على عملها، بينما يرى آخرون الأمور بشكل مختلف ويقولون إن هذه حيلة لإرهاب وتخويف النساء حتى لا يخرجن على الشارع ويجب مواجهة هذا ورده.

غير أن النساء لا تملكن خيارات دائما، حسبما تقول الصحيفة، ففى أجزاء كثيرة من مصر، قامت عائلات بسحب بناتهن من المدارس والجامعات بسبب الخوف من غياب الأمن، وخشية أن تصبح بناتهن عرضة للتحرش والاغتصاب، وبرغم ذلك فلا أحد يتحدث عن الثمن الإنسانى الباهظ بخسارة جيل من النساء لفرصهن فى التعليم بسبب فشل الحكومة فى تأمين بيئة آمنة وخالية من الهجوم.

وترى الصحيفة، أن المفارقة تكمن فى أنه فى الوقت الذى يحرص فيه المجتمع الدولى على إظهار صحته سياسيا بتجاهل الأصوات النسائية المنتقدة للنظام، فإن الكثير من المصريين يحاربون ضد ادعاءات الإخوان والسلفيين بأنهم الأوصياء الوحيدون للإسلام وممثلوه، ويرفضون محاولات تشويه سمعتهم بأنهم خانوا الدين.

وأكدت الصحيفة، ختاماً، أن فشل الحكومة فى إرسال رسالة قوية لمرتكبى جرائم التحرش الجنسى السياسى، ولمن يعززون هذه الممارسات والسلوكيات سيتم تفسيره على أنه تواطؤ مع هذه الأفعال، والقول بأن من ينتقدون الحكومة ينتقدون الإسلام هو وسيلة لاستخدام الدين لأغراض سياسية لن يتعاطى معها الكثير من النساء والرجال فى مصر بعد الآن.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة