أكتافه المقوصة رسمت على مقاس عجلات القطار التى طالما نام مختبئا بداخلها، وأخيرا وجدت مساحة لتنفرج على مصرعها، رقبته التى حطمها تعذيب الأب تحررت واستطاعت الهتاف بأعلى صوت، وجد أخيرا مجتمع للحياة والتحرك، لا أحد يهمه وجهك أو مكانتك الاجتماعية، لا يوجد قائد وتابع، فقط يكفى أن تكون إنسان وتعشق النادى الأهلى مثلهم لتصبح أحد أعضاء المجموعة، ولكنه مازال "سايس" للسيارات فى شارع الميرغنى، لم يدخل عالم الفيس بوك ويعرف كيفية التواصل مع المجموعة، بلهفه ظل يسأل كل أصحاب السيارات القادمة عن أخبار محاكمة قتله الألتراس، أخبار عديدة وصلته ولكن أحدهم كان كالصاعقة.. ألتراس الأهلى يحرق اتحاد الكرة.
عاطف نجيب، جمع كل الفكة التى تحصل عليها من فتح أبواب السيارات منذ الصباح وترك مكانه الثابت فى شارع الميرغنى، قاطعا الطريق نحو جزيرة الزمالك حيث يقع اتحاد الكرة، الميكروباص أنزله بعيدا ليسير متكئا على أقدامه التى مازالت تحمل آثار التعذيب لفترة كفته أن يتذكر كيف أصبح عشقه للنادى الأهلى، وتواجده وسط جموع الألتراس رحلة هروب من عذاب الأب الذى لا يهمه سوى أن يأتى له ب 50 جنيها فى نهاية اليوم، ولو لم يفعل فالعذاب ينتظر خلف أبواب البيت، ذكريات طويلة من الألم قطعتها الصيحات أمام اتحاد كرة القدم ودخان الحريق.. فتح عيونه وفوق لسانه كلمة واحدة.. مش الألتراس اللى يعمل كده.
على خلفية الحرائق والأدخنة وقف عاطف نجيب بتلقائية مفرطة، لم يستطع اللحاق بمظاهرة الألتراس التى تتوارد أنباء أنها تتحرك نحو وزارة الداخلية يقول "الألتراس كانوا فرحانين بالحكم، واحتفلوا بيه من شوية، مش ممكن يعملوا كده، أنا عيشت معاهم فى ماتشات كثيرة ومتأكد من تفكيرهم".
عاطف واحد من الذين يسهل أن تطلق عليهم لقب بلطجى، لا توجد لديه أسرة، ومهنته تتلخص فى فتح أبواب السيارات، ناهيك عن أنه ينتمى بشكل أو بآخر لمجموعات الألتراس، ولكنه فى الحقيقة يحتفظ حتى بمهنته "كسايس" معتمدا على عطف الناس من حوله، ومع ذلك فهو يعمل فقط لأنه لا يجد عمل آخر، وكل أحلامه من الحياة تقف أمام محل "بلاى ستيشن" يسترزق منه ويقول "أنا واحد من الناس اللى اتعصرت فى الدنيا دية طلعت لقيت أبويا ما يهموش غير أنى أدخل بخمسين جنيه فى آخر اليوم سواء بالشحاتة أو السرقة المهم يكونوا موجودين، يا أما يموتنى من التعذيب، وفضلت أهرب لحد ما هو أتحبس وربنا رزقنى بشغلانة السايس وبأنى أبقى موجود مع ألتراس الأهلى اللى بقى يتقال عليه سبب كل البلاوى، وهما بيتخلصوا فى كلمة واحدة.. حبه شباب جدعان".
على مسئولية عاطف "السايس".. مش الألتراس اللى يحرق اتحاد الكرة
الأحد، 10 مارس 2013 09:29 م
عاطف "السايس"
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
إيهاب محمد
كلام جميل و مؤثر بس كذب