قلوب مليئة بالأحاديث، سنوات طويلة مرت عليهم دون أن يسمعهم أحد، الآن سنحت الفرصة، أمسكوا الميكروفون وبقوة اندفع الحديث من حناجرهم يقول، نحن من سيعبر، أخيرا لن نحتاج أن نشاهد التلفزيون لنرى أناسا لا يعرفون عنا شيئا يتاجرون بقضايانا، الرسائل جاءت مباشرة من نهلة ببسمة متفائلة "نفسى الأيتام ما يستسلموش للقوالب اللى المجتمع حطهم فيها ونفسى ياخدوا هما المبادرة ويغيروا واقعهم"، صباح تابعت "أنا عايزة البنات اللى فى سنى تعاملنى زيى زيهم" ومن بعدها سحر "لو مؤسسى ومديرى الدور اهتموا بالأيتام وهما صغيرين، هما دول اللى حيدعوا لهم لما يكبروا" وبجانبهم انطلق صوت أشرف " أنا عارف إن أنا كويس وفى غيرى كتير كويسين بس الإعلام دايما مصورنا إننا قنابل موقوتة" ليكمل عمر " نفسى يكون فيه مساواة بين الدور الحكومية والدور الخاصة".
كانت هذه بعض الرسائل التى وجهها شباب "برنامج فرصة" للمجتمع والإعلام من خلال حلقة نقاش فى حفل إطلاق برنامج فرصة والذى تنفذه جمعية وطنية لتنمية وتطوير دور الأيتام وبرعاية أحد البنوك الخاصة، فى ساقية الصاوى أمام المهندس عبد المنعم الصاوى والفنان آسر ياسين ومعز مسعود وبحضور ممثلى عن وزارة التأمينات والشئون الاجتماعية والمجلس العربى للتنمية والطفولة ومؤسسات ودور أيتام شريكة مثل الأورمان والسويدى والمدينة المنورة وأحبابى وشركات القطاع الخاص والإعلام.
قدم الحفل م.عبد المنعم الصاوى مؤسس ساقية الصاوى وألقى الضوء على ضرورة رعاية وتأهيل شباب الأيتام لبناء الوطن. وأكد الفنان آسر ياسين خلال الحفل على أهمية إعطاء فرصة لشباب الأيتام فهم كذويهم بحاجة لإثبات أنفسهم فى المجتمع.
وعن دافع جمعية وطنية لتنمية وتطوير دور الأيتام لتنفيذ هذا البرنامج تقول عزة عبد الحميد، مؤسس ورئيس مجلس إدارة جمعية وطنية "أحد محاور معايير جودة الرعاية التى تطبقها جمعية وطنية، التخطيط للرعاية، والذى يهدف إلى وضع خطط عملية وأنشطة تنمى المهارات الاجتماعية والمهنية وتعمل على بناء شخصية الطفل والشاب بداخل الدار من أجل تأهيله للاعتماد على نفسه وبدء حياة مستقلة ناجحة لدى مغادرته الدار، ومن هذا المنطلق تم تصميم برنامج فرصة لتنمية شباب الأيتام والذى بدأ فى 2011"
وأضافت عزة عبد الحميد "من أهم التحديات التى تواجه الشباب الأيتام الصورة النمطية التى جعلت المجتمع يضع سقف يحد من قدراتهم وإمكانياتهم وأحلامهم."
ينقسم البرنامج إلى 3 مراحل على مدار عام، وهى اكتشاف الذات وتنمية وبناء القدرات ثم يأتى التدريب العملى من خلال عمل مشاريع أو أخذ تدريب بأحد الشركات أو الجمعيات.
والجدير بالذكر أنه تم توفير فرص تدريب لبعض من الشباب فى إحدى الشركات الكبرى فى نظم المعلومات فى إدارات مختلفة مثل إدارة التسويق والموارد البشرية وتكنولوجيا المعلومات وتم الحصول على فرصة عمل من قبل أحد الشباب.
تقول أميرة حسام، مسئول برنامج فرصة، "يعتمد تصميم البرنامج على 6 قيم أساسية يهدف البرنامج إلى غرزها فى الشباب المشارك وهى حرية الاختيار، حيث إن طريقة الاشتراك تعتمد على رغبة الشباب واختيارهم، والقدرة على الحلم، من خلال تشجيع الشباب على التعبير عن أحلامهم وتمكينهم من التخطيط لها، والثقة بالنفس، من خلال تنمية مهاراتهم، التجربة، من خلال التعرض لمهارات جديدة، والتواصل مع المجتمع، من خلال إشراك المتطوعين والعاملين فى جمعية وطنية فى ورش العمل، والتصالح مع النفس، من خلال التحرر من قضية الهوية".
وبالرغم أنه مر على تنفيذ برنامج فرصة ما يقرب العامين إلا أنه تم إطلاق البرنامج إعلاميا الآن، وتقول ياسمين الحاجرى مسئول العلاقات الخارجية " فى جمعية وطنية نفضل دائما أن نعمل أولا ثم بعدها نطلق البرنامج أو المشروع بعد أن نكون قد جنينا ثمار عملنا لنشارك المجتمع نتيجة ملموسة لعملنا بدلا من عرض خطط مستقبلية مازالت فى إطار التنفيذ".
وعلى أنغام العود عزف الشاب بدر موسيقى سيد درويش وفيروز واستمتع الحضور بقراءة الأعمال الأدبية وبمعرض الصور الفوتوغرافية واللوحات الفنية تم إنتاجها من قبل شباب فرصة من خلال ورش العمل الخاصة بالبرنامج.
يستمر برنامج فرصة 2012 – 2013 حتى الصيف القادم لتخريج ثانى دفعة ليصبح بذلك عدد شباب فرصة 30 شابا وشابة.
"فرصة" تغير المفاهيم...
"وطنية" و30 شابا وشابة من الأيتام يطلقون برنامج فرصة
السبت، 09 فبراير 2013 07:59 م