قالت الدكتور سهير المصادفة، رئيس تحرير سلسلة الجوائز بالهيئة العامة للكتاب، إن منظمة اليونسكو أقرت بتدنى معدلات الترجمة فى الوطن العربى، وأنها معدلات غير مرضية، رغم أن الترجمة هى العمود الرئيسى للتقدم.
وأشارت المصادفة خلال المائدة المستديرة التى عقدت مساء أمس الأحد، إلى أن المراكز الأجنبية المنتشرة فى الكثير من البلدان العربية يقع عليها أيضا عبء هذا التردى، فلها دور مهم وخطير فى دعم الترجمة، وكذلك الأمر بالنسبة للمراكز الثقافية العربية فى الدول الأجنبية، ما الذى يمكن أن تقدمة من دعم لهذا المنتج، نحن لا نعرف شيئا عن المشهد الأدبى فى الكثير من الدول الغربية، وتساءلت: هل على الدول أن تدعم ترجمة الأدب والفن لجميع لغات العالم الآن طالما أن هناك تشجيعا للجسور والتواصل.
وتمنت المصادفة أن يتم رأب صدع الجسور بين المؤسسات العربية والأجنبية، وينقل الكثير من الأدب والفكر العربى إلى اللغات الأجنبية.
وقالت: لدينا مشكلة كبرى فى الوطن العربى وهى كيفية الحصول على حقوق الملكية الفكرية وما يعانيه الكاتب من عذاب، وهذا يتفق مع ما قاله كاتب مشهور من أن حقوق الملكية الفكرية ستكون ـ أكذوبة القرن الحادى والعشرين، وظلم بين فى العالم العربى، نحن نطبع أعداد قليلة من الكتب ولدينا اختلال فى توزيع الكتاب بشكل عام والغرب لديهم طفرة تطورية فى طباعة الكتاب وقراءته، وبالتالى فإن الحصول على حقوق الملكية فى ترجمة أى أدب أجنبى شاق جدا ليس فقط ماليا، وإنما القنوات تكاد تكون مسدودة بين المترجم والمؤسسات المسئولة عن الترجمة.
وقال مارتن فالكن المسئول عن الترجمة الهولندية: إن الترجمة فى هولندا تدعمها منظمات، متخصصة فى الترجمة فقط بشكل نشط ويقدمون الكتيبات التى تعرف بالأدب الهولندى ويدعمون ما يصلح للترجمة، وينظمون ورش عمل للمترجمين ودعوات لهم من خلال برنامج الإقامة الذى ينظم للمترجمين للهولندية من بلدان العالم المختلفة، فضلا عن البرنامج الرئيسى لدعم الترجمات من الهولندية للعربية، ونحن ندرك أن المترجمين من الهولندية للعربية قليلين جدا لذلك نضطر لاستخدام لغة وسيطة.
ورفض بيتر شتاينز، مدير المؤسسة الهولندية لدعم الترجمة وصف حقوق الملكية الفكرية بأنها لعنة، وإنما هى شىء مهم لحماية وظيفة الكاتب والناشر، وقال: "ونحن فى المنظمة نعمل على دعم حقوق الملكية الفكية بأكثر من طريقة منها أن تقترح أو تساهم فى اقتراحات الكتب، وكذلك أن تشارك فى الحصول على أغلب الحقوق وهذا يحدث مع أغلب الناشرين الذين يتعاملون معهم بالتواصل بين الناشرين وصانعى الكتاب، فضلا عن أننا ندعم حقوق الملكية الفكرية ماديا من خلال برنامج الدعم الذى يدعمه للترجمات".
وتحدث المترجم د. محسن فرجانى، عن الجهد الذى يمكن لمصر أن تتحرك فى إطاره على مستوى قومى، المنطقة العربية كان لديها تصور رائع جدا لخطة الترجمة، ففى السبعينيات على المستوى القومى حدثت وحدة للترجمة تتبع إدارة جامعة الدول العربية وهذه الوحدة للأسف لم تستكمل دورها كان لديها تصورات إلا أنها أحبطت ولم تكتمل، وفى بيروت عام 1997 كان مؤتمر الوزراء المسئولين عن الثقافة فى الوطن العربى تم تسجيل أروع خطة للترجمة على المستوى العالمى، وهذه الخطة يمكن الآن أن تكون منطلقا للنهوض بالترجمة فى عالمنا العربى، فهو يتحدث عن كيفية إنشاء مدارس للترجمة ومشروع قانون لتنظيم مهنة الترجمة.