أبو الكتب.. يا تلحقونا يا متلحقوناش..

"الله يرحم الجرى من البلدية".. دلوقتى أكشاك ومعارض ومفيش فايدة

الإثنين، 04 فبراير 2013 03:11 ص
"الله يرحم الجرى من البلدية".. دلوقتى أكشاك ومعارض ومفيش فايدة كرم هريدى بمكتبته
كتب حسن مجدى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لفة صغيرة من الكتب التى جمعت عقب مجهود مضنى، يرفعها على كتفه الصغير فى رحلة يومية من منزلة حتى سور الأزبكية، ليستقر بجانب مجموعة صغيرة من البائعين، يهرب بها من مطاردات البلدية اليومية، وفى بعض الأحيان يفشل الهروب فيسقط فى أيديهم، نفس هذه اللفة كان يأتى لها عشاق القراءة من كل صوب وحدب، كان يتم حجز معظمها فى بعض الأحيان قبل أن تأتى، السعادة فى عيون الشباب كانت لا توصف بعد الحصول على كتاب وصل إلى فرشته حديثا بسعر رخيص.

هكذا بدأت حكاية عم كرم هريدى مع سوق الأزبكية منذ خمسة عقود، والتى يحكيها الآن خلف أكوام الكتب العتيقة التى غطتها الأتربة فى استقبال أعداد قليلة من الزوار فى جناح سور الأزبكية بمعرض الكتاب، كان وقتها عمره 12 عاماً وهو يبدأ تكوين فرشته فى سور الأزبكية قبل أن يصبح على هيأته الآن ويقول،" وقتها كانت فرشة صغيرة وبلدية ولا كان حيلتنا حتى ترخيص بس كانت أحلى أيام، كانت الناس بتجيلنا من آخر الدنيا وكأنها فى منجم كنوز، دلوقتى أكشاك ومعارض وإنترنت ومفيش حد بيفكر يقرأ".

"أبو الكتب" هو الاسم الذى يشتهر به عم كرم وسط آلاف الكتب التى تغطى مكتبته "مكتبه كرم" فالرجل الذى لم يتعلم القراءة أو الكتابة من المدارس بسبب الظروف المادية، بدأ الدخول إلى عالم الكتب بمجرد أن استطاع العمل لمساعدة أهله، ومن وقتها لم يعرف مهنة فى هذه الدنيا غير الكتب، سنوات عمره بالكامل قضاها بينها، وعلم نفسه بنفسه من هذه الأكوام تعليم خاص لا تستطيع المدارس تقديمه، يمسك الكُتب بيديه وهو يشرح سبب تسميته "أبو الكتب" ويقول "أنا معرفش فى حياتى غير الكتب دية، مفيش كتاب معرفهوش ومعرفش تاريخه وعشان كده بيسمونى أبو الكتب، فى أب ميعرفش أولادة؟".

أبو الكتب الذى علم أولاده، وأدخلهم الجامعات، فى نفس الوقت الذى لم يستطع فيه إبعادهم عن الأزبكية ليتعرفوا على كتبه، ومهنته، يخاف الآن على سور الأزبكية من الانجراف إلى ما هو أسوأ ويقول،" أخشى أن يأتى اليوم الذى يختفى فيه هذا السور، لو لم تهتم الدولة بالسور من الآن وتشكل لجان لمتابعة مشاكل الباعة الجائلين وغيرهم فى السوق، فخلال سنوات قليلة سيكون هذا السور قد اختفى".





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة