هل مصر فى الطريق للتحول من دولة رخوة إلى دولة فاشلة؟
الإجابة عن السؤال نعيشها جميعا، مصر فى آخر سنوات حكم مبارك كانت تنهى المرحلة الأخيرة من عمر الدولة الرخوة، ثم جاءت ثورة 25 كاشفة وليست منشئة، لأن آخر خمس سنوات من حكم مبارك، انتهى فيها بتدرج العمر الافتراضى لعوامل الاندماج القومى، وعلى سبيل المثال طوال حكم أسرة محمد على «147 عاما» لم تتمرد سيناء سوى «14» مرة، فى حين أنه منذ 2006 حتى 2011 تمردت سيناء «60» مرة، أى مرة كل شهر!
ومنذ 29 يوليو 2011 حتى مطلع 2013 قام المتمردون من أصحاب الرايات السوداء «السلفيون الجهاديون» بـ«91» عملية ضد كمائن الشرطة، والقوات المسلحة، جرح واستشهد فيها من الجنود والضباط «211»، كما أن الرئيس مرسى أثناء زيارته لسيناء لم يستطع الذهاب لرفح، وحينما أراد الفريق أول عبدالفتاح السيسى الالتقاء بزعماء القبائل السيناوية التقاهم بالقاهرة!
كذلك وصل الأمر بأهل النوبة، بعد أن فاض بهم الكيل لعدم الاستجابة لمطالبهم، إلى أن بعض التنظيمات رفع شعار الكفاح المسلح، والبعض الآخر يطالب لأول مرة بالانفصال عن مصر!
ناهيك عن مشاكل المواطنين المصريين الأقباط الذين وصل تجاهل الحكم الإخوانى لهم إلى تحديد موعد الانتخابات دون دراية بموعد عيد القيامة المجيد، جهلا أو عمدا.
أما عن الإدارة السياسية للبلاد، فحدث ولا حرج.. فقد شهد فبراير الجارى زيارات عديده لمسؤولين غربيين وأمريكيين، حصل الدكتور البرادعى، رئيس حزب الدستور، منسق جبهة الإنقاذ، على نصيب الأسد منها، يليه خيرت الشاطر، نائب مرشد جماعة الإخوان المسلمين.
وأعربت مصادر غربية عن أن عددا من أجهزة المخابرات الغربية أكدت أن «الأخونة» لم تتوقف عند مصر، بل امتدت إلى سوريا وليبيا والعراق، حيث قام التنظيم الدولى للإخوان المسلمين بعقد صفقة مع الولايات المتحدة الأمريكية تعطى للإخوان الحكم فى سوريا مقابل الحفاظ على الطائفة العلوية، وأركان النظام- باستثناء بشار- على غرار اليمن ومصر، وحل الجيش الحر، لكن بعد عودة معاذ الخطيب، رئيس الائتلاف السورى المعارض، من روسيا مؤخراً، لم يف الإخوان بوعودهم، بل ضاعفوا من عتاد ورجال الجيش الحر.
وفى ليبيا، ووفقا لاتفاقات التنظيم الدولى والإدارة الأمريكية، كان يجب المشاركة فى مكافحة إرهاب عناصر تنظيم القاعدة، الأمر الذى لم يحدث مطلقا، بل ثبت تواطؤ الإخوان معهم، ويشهد بذلك الحوار القائم بين الإخوان وتلك العناصر فى سيناء تحت إشراف خيرت الشاطر.
ولعل أخطر ما يقلق الحلفاء الغربيين من تحركات التنظيم الدولى للإخوان هو تسريبات حول اجتماع إخوانى شيعى بجنوب بغداد بشأن الدفاع عن حكومة المالكى فى العراق، مقابل زيادة عدد الوزراء السنة «الإخوان».
كل تلك الأشياء مجتمعة تدفع إلى انقسام الرأى العام الغربى والأمريكى تجاه العلاقات مع الإخوان المسلمين.
وكان من المفترض أن تستفيد من ذلك جبهة الإنقاذ، لكن الحركات الشبابية الراديكالية، وتقدمها على الأرض فى الآونة الأخيرة، وعدم قدرة القمع الإخوانى، والاحتواء من قبل الإنقاذ، جعلت الإدارة الأمريكية تتأهب لمرحلة انتقال مصر من الدولة الرخوة إلى الدولة الفاشلة، وأصبحت تدير بنفسها تفاصيل صغيرة وملفات دقيقة فى مصر، بما فى ذلك تعيين رؤساء البنوك، أو قوائم المرشحين والدوائر!
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة