نيبال تطبق تجربة ناجحة للشرطة النسائية

الخميس، 28 فبراير 2013 11:31 م
نيبال تطبق تجربة ناجحة للشرطة النسائية شرطة نسائية
بوكهارا (د ب أ)

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

كبح رجل سيارته ليلا أمام أحد أقسام الشرطة وأطل برأسه من نافذة السيارة ونادى على الشرطية التى تتولى نوبة الحراسة قائلا: "هل تريدين أن تأتى معى أيتها الداعرة؟" ثم أسرع الرجل هاربا بسيارته ولكن الشرطيات لم يدعنه يلوذ بالفرار بل لاحقنه وألقين القبض عليه وسيقضى عقوبة السجن لمدة شهرين.

عن ذلك تقول سوشيلا برادهان، الشرطية فى مدينة بوكهارا: "لا يجرؤ أحد على الدخول فى شجار معنا.. الكل هنا يعرفون أننا فى منتهى الحزم والقسوة".

لا يعمل فى هذا المركز للشرطة سوى النساء.

تولت برادهان/27/ قيادة قسم الشرطة هذا منذ نحو ثمانية أشهر وهى ترأس 25 شرطية.

تقول برادهان التى تعمل شرطية منذ ست سنوات عن طبيعة عملها: "إنها ميزة أن أكون امرأة ورغم ذلك يسمح لى بالقيادة".

كان أوبندرا كانتا أريال، القيادى الرفيع فى شرطة نيبال، صاحب فكرة إنشاء قسم شرطة من النساء تماما "أردت أن تبرهن النساء على أنهن قادرات وحدهن على التعامل مع جميع الجرائم، كان الكثيرون يعارضون الفكرة فى البداية ولكنها نجحت الآن" حسبما أوضح أريال.

يعمل هذا القسم النسائى فى مدينة بوكهارا منذ ثلاث سنوات، وهى مقصد سياحى كبير فى نيبال التى يعيش فيها نحو 5ر30 مليون نسمة، ويبلغ عدد العاملين بجهاز الشرطة فى نيبال نحو ستين ألف شرطى منهم نحو 3500 شرطية، وهذا العدد فى تزايد حيث حددت الحكومة نسبة 20% من الشرطة للنساء.

الكثير من هؤلاء النساء يتولين رتبا شرطية منخفضة أو فى الرعاية الصحية للشرطة "وتحسن وضع النساء فى جهاز الشرطة كثيرا لأن مستوى تدريبهن يتحسن بشكل مستمر" حسبما أوضحت برادهان التى تناديها زميلاتها بلقب "سير".

تحمل بارفاتى نيبالى على جبهتها بعض اللون الأحمر الذى يعتبر علامة عند الهندوس على أن هذه المرأة متزوجة.

تقول نيبالى: "عندما كنت صغيرة كنت أرى خيالة الشرطة فى مدينة كاتاماندو وأردت أن أرتدى زيهم ذات يوم".

ولكن ارتداء ملابس الشرطة الأنيقة ليس كل ما تنطوى عليه مهنة الشرطة.

لدى نيبالى طفلان "ونحن لا نقضى مع أسرتنا سوى القليل من الوقت لأننا فى الخدمة دائما"، وذلك لأن رجال الشرطة فى وضع استعداد على مدار الساعة فى بلد مثل نيبال حيث أصبحت المظاهرات والإضرابات جزءا من الحياة اليومية.

فقد اضطرت هذه الوحدة الشرطية على سبيل المثال الشهر الماضى للذهاب إلى إحدى القرى الجبلية النائية للتدخل فى حرب بين أعضاء إحدى العصابات حسبما تحكى برادهان مضيفة:"سرنا بالسيارة لمدة ساعة ثم مشينا على الأقدام عدة ساعات، ثم تتبعنا رجالا كانوا مسلحين بالخناجر".

ولدى نيبالى هى الأخرى ذكريات عن المشاركة فى عمليات للشرطة حيث اضطرت مع زملاء لها لانتشال طفل عقب وفاته فى حادث "عندها وصفتنا نساء قريبات للطفل بأننا عاهرات ووجهن اللعنات لأولادنا.. العمل فى مكان فيه أميون كثيرون يصعب مهمتنا بشكل إضافي" حسبما أوضحت الشرطيات.

تقول نيبالى إنها وزميلاتها يتمنين أحيانا أن لو كان معهن زملاء من الرجال لأنه أحيانا يكون معظم السجناء فى قسم الشرطة النسائى رجال "فمرافقة رجال سكارى إلى دورة المياه وإعادتهم مرة أخرى عمل غير مريح".

حصلت الشرطيات خلال السنوات الثلاث الماضية على أوسمة والكثير من الثناء على أدائهن ولكن هناك أيضا انتقادات حيث يرى الشرطى المتقاعد بير بادهور تابا على سبيل المثال أن "قسم الشرطة يحتاج لرجال.. هل على النساء رعاية أطفالهن أم الاهتمام بالمجرمين؟".

لا تتسبب مثل هذه التعليقات فى صد الشرطيات عن عملهن "فعندما ذهبت للعمل فى الشرطة قال لى أخى إن الأمر سيكون صعبا" حسبما أوضحت برادهان "ولكنه أصبح الآن فخورا بى".







مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة