ذكرت مجلة "نيويورك" الأسبوعية، اليوم الاثنين، أن احتدام الحرب الأهلية فى سوريا أصبح يهدد المحور الشيعى فى المنطقة، وعلى رأسه حزب الله اللبنانى الذى استطاع بصعوبة بالغة، بمساعدة إيران وسوريا، تكوين ما يسمى بمحور المقاومة، أو المحور الشيعى فى منطقة تتكون من أغلبية سنية.
وأشارت المجلة، فى تقرير لها أوردته على موقعها الإلكتروني، إلى أن حزب الله نجح بسبب الدعم المباشر الذى يتلقاه من إيران وسوريا فى أن يكون أكبر قوة فى لبنان، بشكل جعله أقوى من أن تتحداه حتى الحكومة اللبنانية، حيث استطاع "حزب الله" تكوين دولته الصغيرة وبناء جيش قوى يعتمد على تكتيكات حرب العصابات.
ورجحت المجلة أنه فى حال سقوط نظام الرئيس السورى بشار الأسد سيفقد "حزب الله" حلقة الوصل الرئيسية التى تربطه بإيران.
وأشارت إلى وجود عبارات حول اغتيال رئيس الوزراء اللبنانى الأسبق رفيق الحريرى فى عام 2005 بداخل موقع (مليتا) العسكرى، وهو أحد القواعد العسكرية السابقة للمقاومة الإسلامية فى لبنان (الجناح العسكرى لحزب الله) والمخصص لتخليد إنجازاته.
واعتبرت أنه إذا استمر "حزب الله" فى تعزيز سلطته الرسمية، فإن المخاوف من عمليات الاغتيال ستبقى فى أذهان السياسيين فى لبنان، مضيفة "دور حزب الله فى سوريا أثار تساؤلات عديدة حول الهوية والأهداف الحقيقية له، وما إذا كان بالفعل حركة مقاومة أنشئت لقتال إسرائيل".
وأوضحت أنه على الرغم من إنكار "حزب الله" إرساله مقاتلين للوقوف بجانب قوات الأسد، ظهرت أدلة جديدة تؤكد عكس ذلك، لاسيما عقب مقتل عضوين ينتميان إلى حزب الله فى سوريا العام الماضى، فى ظل ظروف غامضة لم تكشف حتى الآن.
وخلصت "نيويورك" إلى أن وقوف حسن نصر الله زعيم حزب الله بجانب الرئيس السورى بشار الأسد أدى إلى زيادة عزلته فى العالم العربي، مشيرة إلى أنه منذ انتهاء الحرب الأهلية فى لبنان عام 1990 شهدت بيروت توازنا رائعا بين الأطياف السياسية كافة، إلا أن السؤال حاليا حول ما إذا كان حزب الله سيسعى إلى كبح جماح سلطته إذا ما تم تهديده بتقليص قوته، لا يزال مطروحا حتى الآن.
"نيويورك": الحرب الأهلية بسوريا تهدد محور الشيعة وعلى رأسه "حزب الله"
الإثنين، 18 فبراير 2013 01:59 م