لماذا أصبحنا نفكر بدون وعى...؟ بدون إحساس... ؟بدون ضمير...؟
لما أصبح كل ما يهمنا هو تحقيق مصالحنا الشخصية حتى وإن كانت مصالحنا هذه قد تفسد أو تضيع حقوق أشخاص آخرين هم أحق بها منا..؟
لماذا أصبح الشغل الشاغل للبعض هو البحث عن الشهوة والشهرة والسلطه المال؟
عندما نرى أن البعض يمكنه أن يسرق أو يقتل .. عندما نرى بأن هناك من يبيع أهله ووطنه وعرضه من أجل حفنه ملوثة من المال.
ألا يوجد متع بالحياة غير هذا ...؟ غير المصالح الشخصية فقط ..أصبح كل منا يرى نفسه هو المفكر الأوحد والوطنى الأوحد والعالم الأوحد ورجل الدين الأوحد... لا أحد غيره يفهم وليس من حق أحد أن يعارضه فهو الأكثر .... والأكثر .... والأكثر ... وفى النهاية تجده لا شىء سوى كلمات فقط..
لما أصبح كل منا يعيش من أجل نفسه فقط لا مجال للقيم أو المبادئ أو الأخلاق التى تربينا عليها...
عندما نتذكر ماضينا وتاريخنا وحضاراتنا علينا أن نسأل أين نحن ممن سبقونا من كرمهم ومرؤتهم وأخلاقهم ... أشخاصا ساندوا الحق ودافعوا... دافعوا عن المظلوم ودفعوا عنه الظلم فشتان ما بيننا وبينهم نرى الظلم ونسكت عنها ونرى الظالم ونخاف أن نقترب منه أو دفع ظلمه.. أصبحنا نرى الحق باطلا والباطل حقا... أصبحنا لا نفرق بين الثوابت والكماليات ... حولنا أنفسنا من بشر يتمالكها الإحساس وتقوده المشاعر والعواطف إلى آلات تحصد كل من يقف فى طريق تحقيق أحلامها..
أشعر باستياء شديد عندما أطالع الجرائد اليومية وأول ما ألقى نظرى عليه هو صفحة الحوادث المليئة بمختلف الجرائم التى يستعصى على إبليس نفسه ارتكابها... بل إن إبليس أصبح يتعلم من البشر كيف يكون الشر.
عندما ترى كل هذا علينا أن ندرك بأننا قد ضللنا الطريق وأن ما نسير فيه الآن هو طريقا للضياع..ضياع أجيال بأكملها فقدت قيمة الحلم والأمانى والأمنيات لا ترى مستقبلا مشرقا أو نورا يضىء الطريق وإنما تجد فى طريقها ظلمة الجهل والفشل.. لن أسأل عن المتسبب.. ولكنى أسأل كيف يمكن أن نجد طريقنا الذى ضللناه...؟
صورة أرشيفية